تفريغ مخت"/>
الدرس الثاني والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الثالث والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الرابع والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الخامس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السادس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السابع والعشرون، وهو الأخير - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو حرمة أكل المال بالباطل - خطب عامة الحياء 1446 - خطب عامة لغة القرآن والحفاظ على الهوية - خطب عامة صناعة العقول بين الاستقامة والانحراف - خطب عامة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :567266
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

تفريغ مختصر لمحاضرة «الموقف الصحيح من المائلين عن الجادة»

المقال
تفريغ مختصر لمحاضرة «الموقف الصحيح من المائلين عن الجادة»
3748 زائر
13/12/2013
أبو حازم القاهري السلفي

تفريغ مختصر لمحاضرة

«الموقف الصحيح من المائلين عن الجادة»([1])

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين -كالمبتدعة والمشركين-، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فمحاضرتنا اليوم بعنوان: «الموقف الصحيح من المائلين عن الجادة»، وأعني بالمائلين المذكورين صنفين كبيرين، وهما: طلاب السوء، والدعاة المنحرفون المنتسبون إلى السنة والمنهج.

** المبحث الأول: الكلام على طلاب السوء:

اعلم أن للأدب والخلق أهمية عظيمة في طلب العلم، وأن العلم بدونهما لا ينفع، وليس العلم هو المراد -لذاته-، وإنما يُراد العلم للعمل والتقرب إلى الله -تعالى-.

قال ابن سيرين -رحمه الله-: «كانوا يتعلمون الهَدي كما يتعلمون العلم».

فلا ينبغي -إذن- أن يُغتر بطلاب وفيرٌ عددُهم، ظاهرٌ ذكاؤهم ونبوغُهم، عاليةٌ همتُهم، وافرٌ نشاطُهم على شبكة المعلومات أو غيرها؛ ما كانوا فاقدين للخلق والأدب.

* وإن لطلاب السوء -هؤلاء- سمة عظيمة، هي أصل سماتهم السيئة، وهي: سوء الفهم، وسوء القصد.

والعلماء لهم كلام كثير في هاتين الصفتين المرذولتين، لاسيما الإمام ابن القيم -رحمه الله-، وقد بيَّن أن هاتين الصفتين هما أصل الضلال الواقع في العالم كله.

فأما سوء الفهم؛ فهو الخطأ والضلال في فهم الأشياء واستيعابها.

وأما سوء القصد؛ فهو الخلل الذي يعتري النية في القلب، بأن يبتغي المرء غير وجه الله -تعالى-، أو يقصد إثارة الفتن والفساد بين المسلمين.

وإذا تكلمنا على سوء الفهم؛ فإنه -عموما- من طبيعة الإنسان؛ ولكن لا يجوز الاعتماد والتعويل عليه.

وذلك أنك تجد طلاب السوء يعتمدون على سوء فهمهم، فيحقوا باطلا، أو يبطلوا حقا؛ فتجد أحدهم يحكم على مسألة ما بأن الحق فيها كذا، والباطل كذا؛ وليس الأمر -في الحقيقة- كذلك، وإنما أُتي الطالب من سوء فهمه؛ وكذلك الأمر في مواقفهم من الأشخاص، وسعيهم بذلك على شبكة المعلومات وغيرها.

وإنما يُعتذر لمن أخطأ في فهمه إذا كان متأهلا في العلم، لاسيما إذا لم يترتب على خطئه فتنة؛ بخلاف المشار إليهم من طلاب السوء؛ وهذا هو الأصل الذي ينبني عليه التفريق بين العالم والجاهل ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾، فأخطاء الجهلاء لا تعامَل كأخطاء العلماء؛ فكيف إذا ترتب على خطأ الجاهل فتنة وفرقة؟!

وأما سوء القصد؛ فهو الأمر الخفي -نسأل الله السلامة منه، ومن كل آفة-، وديننا مبني على الإخلاص لله -عز وجل-، وهذا يتأكد في حق طالب العلم؛ ولهذا يشتد عذابه -خاصة-، كما في حديث الثلاثة الذين هم أول من تُسعَّر بهم النار -نسأل الله العافية-.

فكم من طالب يكون قصده الإيقاع والتحريش بين أهل العلم -وإن كان مصيبا في نفس أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر-، وهذا يُعرف من خلال سعيه بالفتنة، وعدم سلوكه للجادة الصحيحة في النصيحة.

ومن أسباب ذلك -مما عمت به البلوى-: أن يعمد الطالب إلى الانتقام من شيخه؛ لأنه جفاه، أو عامله معاملة سيئة، أو لم يعطه بُغيته -من تقديم أو ثناء أو نحو ذلك-، ولعل الشيخ يكون محقا في ذلك، فيأتي طالب السوء -بدافع الانتقام- فيتصيد له، أو يكذب عليه، أو نحو ذلك.

والكذب -خصوصا- قد عظمت به البلية -عند هذا الصنف الخبيث-، وقد قال السلف: «يُطبع المؤمن على كل شيء، إلا الخيانة والكذب»، وقالوا: «الكذب مجانب الإيمان»؛ فكيف إذا كان الكذب مصحوبا بنية خبيثة -كإشاعة الفتن بين المسلمين وأهل العلم-؟! والله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾.

فالحاصل: أنك إذا فتَّشْتَ في أحوال طلاب السوء؛ وجدتَها عائدة إلى سوء فهم، أو سوء قصد، أو كليهما؛ ومن جمعهما؛ فقد كمل نصيبه من الضلال.



([1]) هذه هي المحاضرة الثانية من سلسلة محاضرات بعنوان: «بصائر سلفية فيما أثير بين مشايخ السنة بمصر من المسائل المنهجية».

وهذا التفريغ يشتمل على اختصار وتصرف كبيرَيْن؛ بل هو أقرب للتفريغ بالمعنى؛ لطول مدة المحاضرات، ولما يقتضيه مقام المقالات المكتوبة، والفرق بينه وبين مقام المحاضرات المسموعة.

وقد كانت طريقة المحاضرات: أنني أجيب عن أسئلة المحاضرة المعينة في المحاضرة التي تليها، فخالفتُ ذلك في هذه التفريغات، وضممتُ إلى كل محاضرة أسئلتَها وما يتعلق بها من توضيحات؛ حتى تكون المسألة الواحدة -بمتعلقاتها- في مكان واحد، بما يسهل الاستفادة ويعممها -إن شاء الله-.

لقراءة بقية المحاضرة مفرغة ومنسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

   طباعة 
1 صوت