الدرس الثاني والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الثالث والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الرابع والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الخامس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السادس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السابع والعشرون، وهو الأخير - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو حرمة أكل المال بالباطل - خطب عامة الحياء 1446 - خطب عامة لغة القرآن والحفاظ على الهوية - خطب عامة صناعة العقول بين الاستقامة والانحراف - خطب عامة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :567252
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

كلمة إلى بعض الإخوة الألبانيين فيها نصيحة موجزة بشأن وفاة العلامة زيد المدخلي

المقال
كلمة إلى بعض الإخوة الألبانيين فيها نصيحة موجزة بشأن وفاة العلامة زيد المدخلي
7689 زائر
22/03/2014
أبو حازم القاهري السلفي

كلمة عبر الهاتف إلى بعض الإخوة الألبانيين

فيها نصيحة موجزة بشأن وفاة العلامة زيد المدخلي رحمه الله

وإجابة عن بعض الأسئلة

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم.

فقد بلغ كافةَ السلفيين نبأُ وفاة الشيخ العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي -رحمه الله رحمة واسعة، وقدَّس الله روحه-، وقد كان -رحمه الله- عالما ربانيا فقيها مربِّيا، كما هو معلوم من سيرته ومناقبه، وكما شهد به عارفوه من إخوانه العلماء وغيرهم.

والواقع أن هذا الأمر يدفعنا مباشرة إلى استحضار قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العلماء؛ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا».

وقد تكلم السلف كثيرا عن هذا الأمر -الذي هو قبض العلماء-، وبيَّنوا أنه من أعظم المصائب التي تحيق بالمسلمين، ولا شك أن العلماء من أهل السنة والجماعة هم الذين تعظم البلية بفقدهم، كما قال غير واحد من السلف:«إنه ليبلغني موت العالم من أهل السنة، فكأني أفقد عضوا من أعضائي»، وذُكر عن بعض السلف -أيوب السختياني فيما أذكر- أنه كان إذا مات العالم رُئي ذلك فيه، وإذا مات العابد لم يُرَ ذلك فيه.

فهذه مصيبة عظيمة، وينبغي أن يكون عند السلفيين من الوعي والفهم ما يدفعهم إلى حسن التعامل مع هذه المصائب والمشكلات.

والحقيقة أنه ينبغي أن نستحضر عدة أمور:

منها: ذكر الموت، فإن الإنسان إذا مات قامت قيامته، وأفضى إلى ما قدَّم من العمل، فعليه أن يُعِدَّ من العمل والتقرب إلى الله ما يمكنه من حسن لقاء ربه، وما يدخره ليوم المعاد عنده -عز وجل-؛ فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة والعمل الصالح، حتى إذا وافاه أجله كان على حال تنفعه عند الله تعالى.

وأيضا: أن مصيبة فقد العلماء تدفعنا إلى التأسي بهم، والنظر في سيرتهم وعلمهم، حتى نستفيد وننتفع؛ فعلينا أن ننظر في أخلاقهم وشمائلهم وسيرتهم وكيفية طلبهم للعلم، وعلينا أن نتأسى بكل ذلك، حتى ننتفع قدر الإمكان؛ وهذه فائدة التراجم: عندما يذكرون في ترجمة العالم الفلاني أنه كان كذا وصنع كذا، فهذا كله حتى يستفيد الناس ويتأسوا بهذا العالم.

وأيضا: أن يكون عندنا وعي بضرورة تقدير العلماء ومعرفة حقهم، وإذا كان أحد علمائنا قد توفي؛ فإن الله يعوضنا بإخوانه الأحياء، فعلينا أن نحترمهم ونعرف قدرهم، ونقدر نعمة وجودهم فيما بيننا.

وأيضا: أنه ينبغي علينا أن نحرص على طلب العلم؛ فإن العلماء ليسوا بخالدين، لا بد أن يأتي وقت موتهم، فمن الذي يحمل الراية من بعدهم؟ إنهم طلبة العلم، يحملون الراية، ويدعون الناس إلى دين الله -عز وجل-؛ فعلينا أن نجتهد في طلب العلم، ونبذل في ذلك ما نستطيع، لعل الله أن يهيئ من بيننا من يكون خلفا للعلماء.

هذا هو ما يحضرني في هذه الكلمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

* الأسئلة:

* السائل: حصل عندنا أن السلطات أمسكوا بعض التكفيريين الذين يدعون إلى الخروج على حكام المسلمين، والسب والشتم لعلماء السلف، وهم يدَّعون السلفية؛ فما موقف السلفي الحقيقي في التبرؤ من هؤلاء الذين يدَّعون السلفية؟

* الجواب: هذا يكون بحسب الحال عندكم: فإن كان هناك وسيلة معينة لإعلان التبرؤ بطريقة لا تؤدي إلى مفسدة -كبيان يُنشَر مثلا-؛ فهذا مطلوب، حتى يوضَّح موقفكم، ولا يكون هناك استعداء للسلطات عليكم، وأما إن كان هذا الأمر لا يُسمح به؛ فأنتم تبقون على حالكم، وتدعون إلى الله على حب استطاعتكم، وإذا كان هناك مثلا سؤال من السلطات؛ فإنكم تبينون الحق، وينتهي الأمر على هذا -إن شاء الله-.

* السائل: هل يجوز لي أن أشتغل في الاستقبال في بعض الفنادق؟

* الجواب: المعروف من حال الفنادق أنه يدخلها الكثير من الكفار، وتكون فيها الكثير من المخالفات، فلا يجوز العمل في مثل هذه الأماكن؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان.

* السائل: أنا أشتغل في مصنع -ولله الحمد- ليس فيه اختلاط، أشتغل في مجال الخياطة، وأخيرا بدأنا نشتغل في مجال خياطة الحجاب، ولكن الأكسية قصيرة شيئا ما، وبألوان مختلفة، علما بأن النساء ستلبس هذه الثياب في خارج البيت، وفي بلدنا هناك أزمة اقتصادية، وهناك تمسك بالدين؛ فنرجو نصيحتكم: هل أستمر في هذا المكان أم أبحث عن عمل آخر؟

* الجواب: كلا -بارك الله فيك-، لا تبحث عن عمل آخر، عملك مباح -إن شاء الله-، والمخالفات فيه قليلة جدا؛ لكن النصيحة العامة في القاعدة العامة: «اتق الله ما استطعت»، عليك أن تسدد وتقارب بحسب المستطاع، وبالنسبة لثياب النساء احرص دائما على الابتعاد عن الألوان الزاهية التي تلفت الأنظار ويكون فيها تبرج، واحرص أيضا على تطويل ألبسة النساء -وهذا أمر لابد منه بالطبع-، والله يوفقك.

* السائل: هل للنساء أذان وإقامة؟

* الجواب: نعم للنساء أذان وإقامة -من حيث الأصل-؛ ولكن الشرط في ذلك أن تكون المرأة مع أخواتها من النساء، ولا يكون معهن أحد من الرجال، ويكون الأذان والإقامة بقدر ما تسمع نفسها وأخواتها.

* السائل: بالنسبة للمسلمين في ألبانيا من الناحية الرسمية يقال إن نسبة المسلمين في ألبانيا سبعين في المائة، ومنهم نسبة كبيرة يقيمون الصلاة ويصومون رمضان؛ ولكن هناك فِرَق من أصحاب القبور وغيرهم، ولا يكون عندهم صلاة ولا صيام؛ فهل تؤكل ذبيحة أمثال هؤلاء؟ ومنهم من يكون أقرب للشيعة والروافض.

* الجواب: لا بد من النظر في جميع هؤلاء كل بحسبه، ولا بد من النظر في نوع المخالفات، ومدى تصور العذر في ذلك من عدمه؛ فمثلا: من قال «لا إله إلا الله»، وانتسب إلى دين الإسلام، وعبد الله بحسب ما يعرف من دين الإسلام؛ ولكن خفيت عليه بعض الأمور، وإن كانت من قبيل المسائل المتعلقة بالتوحيد؛ فمثل هذا يُعذر؛ وأما إذا بلغه الحق، وعرف أن عبادة غير الله -من ناحية القبور- حرام وشرك بالله؛ فمثل هذا لا يُعذر ابتداء؛ لكن يُنظر في أمور أخرى من شبهات أو نحوها، فالمقام فيه تفصيل، وأما الذي يترك الصلاة، فالراجح من أقوال العلماء أن الذي يترك الصلاة مطلقا يكفر، وأما الذي يصلي ويدع؛ فالراجح أنه مسلم، ويعامل معاملة المسلمين.

* السائل: هل يجوز للعوام أن ينصحوا غيرهم في المخالفات في المنهج السلفي؟

* الجواب: نعم يجوز في حدود ما يعرفون، إذا كانت المسائل ظاهرة، كمثل القول في الأحزاب والجماعات والخروج على الحكام والتكفير، أما في المسائل الخفية والدقيقة، كمثل القول في تبديع بعض الناس ممن ينتسبون إلى السنة؛ فهذا لا يتكلم فيه العامي، وإنما ينقل أقوال العلماء.

* السائل: عندنا في بلدنا مؤسسة دينية تشبه المراكز الإسلامية يطلبون فيها أموالا من التلاميذ، ويقولون هذه أمور إدارية تنظيمية؛ فهل يجوز لنا أن نذهب ونتعلم في هذه المؤسسة؟

* الجواب: إذا كان يُدرس فيها المعتقد الصحيح والمنهج السليم؛ فلا حرج -إن شاء الله-، حتى لو طلبوا أموالا، لا بأس بذلك -إن شاء الله-، وأما إن كان يدرس فيها أمور مجانبة للمعتقد الصحيح والمنهج السليم؛ فلا يجوز الدراسة فيها.

* السائل: ما نصيحتكم للوالدين الذين لا ينصحون أولادهم بتعلم العلوم الدينية؟

* الجواب: ننصح هؤلاء الوالدِين أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أبنائهم؛ لأن تعلم العلوم الشرعية أوجب ما يجب على المسلم، يجب على كل مسلم أن يتعلم التوحيد والعقيدة الصحيحة والأحكام العملية من الطهارة والصلاة والصيام ونحو ذلك مما يتعين عليه، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»؛ فننصح هؤلاء الوالدِين أن يتقوا الله، وألا يمنعوا أولادهم من طلب العلوم الشرعية، فإنهم بذلك يتعرضون للمسئولية بين يدي الله تعالى.

لتحميل هذا التفريغ بصيغة بي دي أف، اضغط هنا

   طباعة 
0 صوت