التعليق ع"/>
الدرس الثاني والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الثالث والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الرابع والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الخامس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السادس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السابع والعشرون، وهو الأخير - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو حرمة أكل المال بالباطل - خطب عامة الحياء 1446 - خطب عامة لغة القرآن والحفاظ على الهوية - خطب عامة صناعة العقول بين الاستقامة والانحراف - خطب عامة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :567268
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

تفريغ التعليق على دعوة وزير الدفاع (وفيه كلمة أخيرة إلى أنصار الشرعية)

المقال
تفريغ التعليق على دعوة وزير الدفاع (وفيه كلمة أخيرة إلى أنصار الشرعية)
4121 زائر
27/07/2013
أبو حازم القاهري السلفي

التعليق على دعوة وزير الدفاع
(وفيه كلمة أخيرة إلى أنصار الشرعية)

وفي الختام: فلا بد من تعليق على ما قد عُلم من شأن وزير الدفاع، ودعوته للتظاهر اليوم؛ دعمًا لمواجهة الإرهاب.

والواقع أنه ليس ثمَّ جديدٌ أقوله؛ فإن الموقف الشرعي من هذا الأمر ينتظم في جانبين، قد شرحتُهما وفصّلتهما مرارًا:

فأما الجانب الأول؛ فهو ما كثُر فيه كلامي -خاصّة- على مدار الفتن بأسرها، وهو: حرمة المظاهرات وأخواتها، ومنافاتها للإسلام وقواعده؛ ولا يجوز إتيان المحرّمات طاعة لأحد من الخلق، ولا توصّلاً إلى غاية مشروعة؛ فإن من أصول الإسلام: أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن الغاية لا تبرر الوسيلة، وأن الحاكم لو أمر بمعصية؛ فلا سمع له فيها ولا طاعة؛ فلا يجوز إتيان المظاهرات -وإن أذن فيها الحاكم أو دعا إليها-؛ هكذا قلنا أيام مبارك، وأيام مرسي، وهكذا نقول الآن -بتوفيق الله تعالى-؛ لا نغيّر، ولا نتلوّن، ولا نبدّل ديننا ومنهجنا، ونسأل الله الثبات على ذلك.

وأما الجانب الثاني؛ فهو حكم قتل المتظاهرين، وقد بيّنتُه من قديم، وأعدتُ التأكيد عليه قريبًا، عندما تكلمتُ على الفرق بين الخوارج والبغاة، وسأذكِّركم بخلاصة ما سبق شرحه.

الخوارج هم الذين يخرجون عن الطاعة، ويفارقون الجماعة؛ عن اعتقاد بتكفير المسلمين، واستحلال دمائهم، وإحداث الفساد في الأرض؛ فهؤلاء هم الذين حذّر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بقتالهم وقتلهم؛ لمَّا خرج عليه أبوهم الأول ذو الخويصرة التميمي، فقال له: «يا محمد اعدل»، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم، وصيامه إلى صيامهم، وقراءته إلى قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد، وأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة».

وأما البُغاة؛ فهم الذين يخرجون كذلك؛ ولكن لتأويل سائغ، وشبهة متمكّنة، من دفع ظلم أو نحوه، فليس عندهم تكفير للمسلمين، ولا سلّ للسيف على أهل القبلة؛ فهؤلاء هم الذين ورد فيهم قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: 9] ، فأمر الله تعالى بالإصلاح مع وجود الاقتتال، ولم يأمر بقتال الطائفة الباغية إلا بعد استصلاحها، فلا يُقاتَل البغاة حتى يُستصلحوا، ويحصل الإياس منهم، ويُخشى من شرّهم.

مع ضرورة التنبيه على أن من صال على المسلمين، فقطع طريقهم، أو عطّل مصالحهم، أو أفزعهم و روّعهم؛ فهو صائل يُدفع -وإن كان باغيًا-؛ ولكن دفع الصائل يكون بالأسهل فالأسهل، ولا يُقتل حتى يُتحقَّق أنه لا يندفع إلا بالقتل.

هذا حاصل الحكم الشرعي في هذه المسألة.

والإشكال الآن: أن المتظاهرين أخلاط، قد جمعوا بين الطائفتين، فحَشْرُهم في زمرة واحدة ومعاملتهم معاملة واحدة: موطن عسر ومرتقىً صعب؛ نسأل الله تعالى أن يهديَ الشرطة والجيش لحسن التعامل مع هذا الموقف، وأن يُطهّر أيديهم من الدماء الحرام، وأن يعيذنا من الواقع الجزائري أو الليبي أو السوري.

وأقول أخيرًا: لقد رددتُ على أنصار الشرعية المزعومة، وبيّنت أنه لا سند لهم من شرع أو عقل، وأنا الآن أوجّه لهم كلمة أخيرة؛ فلكأنّي أرى مصارعهم أمام عيني!!

لقد ذكَّرتكم من قبل بموقف النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهجه في وقت الاستضعاف، وأنا أذكِّركم الآن بموقفين لصحابيَّيْن جليلين، لهما وثيق الصلة بما نتكلم فيه الآن.

أحدهما: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ذو النورين، ثالث الخلفاء الراشدين، الذي تولّى الخلافة بإجماع المهاجرين والأنصار، وكان إمام عدل وهدى، فخرج عليه خوارج السوء لمزاعم كبيت العنكبوت، يرومون خلعه -بل قتله-، وقد كان الدفاع عنه حقًا، والقتال دونه شرعًا؛ ولكنّه نهى عن ذلك، وآثر حقن الدماء، وجاد بنفسه الطاهرة، فقُتل في بيته شهيدًا مظلومًا -وهو يتلو كتاب الله-؛ أفأنتم خيرٌ من عثمان؟!

والثاني: الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، سِبْطُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، آخر الخلفاء الراشدين، الذي بويع بالخلافة -بعد مقتل أبيه-، وكان معه الشوكة والقوة وكثرة الأتباع؛ ولكنه سلّم الأمر لمعاوية -رضي الله عنه-؛ حقنًا للدماء أيضًا، وقد أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه على هذا الصنيع، فقال -صلوات الله وسلامه عليه- كما في «صحيح البخاري»-: «إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين»؛ أفأنتم خير من الحسن؟!

أليس لكم في هذين الصحابيَّيْن أسوة؟! ألا تتنازلون عن الملك الزائل والدنيا الفانية؛ حقنًا للدماء؟! ألا تعودون لمنهج نبيكم، فتغيرّوا ما بأنفسكم، فيغير الله ما بكم، ويعطيكم خيرا مما أُخِذ منكم؟!

أم نراكم -ووامصيبتاه!- تستغيثون بالكفار، وتستنجدون بالمشركين، وتطلبون التدخل الأجنبي في البلاد؟!!

ألهذا الحدّ يصل بكم الضلال والطغيان؟! ألهذا الحد تخونون الله ورسوله والمسلمين؟! أهذه هي دولة الإسلام التي تتشدقون بها؟! أتأتون بالكفار حتى يقيموها لكم، في إطار مشروع التقسيم، والشرق الأوسط الجديد؟!

ألا خِبْتُم، وخاب مَسْعاكم، وتبوَّأتم من النار منزلاً!! اذهبوا إلى مزبلة التاريخ -غير مأسوف عليكم-!! ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون!!

اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالإسلام والمسلمين سوءًا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره، واجعل أمره حائرًا عليه، وقنا شرّه وفتنته يا أرحم الراحمين. اللهم وفّق ولاة الأمور لما تحبه وترضاه، اللهم وفّق ولاة الأمور لما تحبه وترضاه، اللهم إنا نعوذ بك أن يُسلّط علينا بذنوبنا بلاء لا نطيقه ولا نتحمله. اللهم احفظ هذا الشعب المسكين، اللهم احفظ هذا الشعب الطيّب، اللهم احفظ هذا البلد الطيب، اللهم لا تؤاخذه بذنوبه، ولا بما فعل السفهاء منه، اللهم عامله بما أنت أهله، اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله، اللهم ارحمنا وأخرجنا من هذه الفتنة على ما تحبه وترضاه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

لتحميل هذا التفريغ منسقًا وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا

   طباعة 
0 صوت