إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :589893
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الأولى)

المقال
حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الأولى)
20 زائر
05-07-2025 09:04
أبو حازم محمد بن حسني القاهري

حوار

مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي

في كتابه «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية»

(الحلقة الأولى)

لتحميل المقالة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المؤمنين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

فقد وقفت على كتاب بعنوان: «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية»، تأليف الدكتور عبد الرزاق بن خليفة الشايجي.

وإذا بالكتاب قديم، طبعته الثانية التي بين يديَّ صدرت عام 1416.

وموضوع الكتاب هو كما وصفه مؤلفه في مقدمته:

«فهذه الخطوط العريضة لفكر جديد منتسب إلى السنة، متلفع بمرط السلفية ظلما، ويتدثر برداء أهل السنة والجماعة زورًا، يترتب عليه هدم كل عمل دعوي قائم، وإبطال فريضة الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزيادة تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وقد أردنا دراسة هذا الفكر وجمع أصوله وقواعده، دون الاهتمام بقائليه ومروجيه، فإن ما يهمنا هو التحذير من هذا الفكر القائم على السب والتشهير، والتجريح بغير جرح حقيقي، والتبديع بغير مبدع، والتكفير دون ضوابط، والانشغال بالدعاة إلى الله سبًا وتجريحًا وتكفيرًا وتبديعًا دون غيرهم من سائر الخلق، وتقديم حربهم على حرب الكفار والمنافقين والعلمانيين واليساريين، ونستطيع أن نسمي أصحاب هذا الفكر بـ«الجرَّاحين»، فهذا شغلهم الشاغل، وهذا عملهم الدعوي الأساس الذي اتخذوه دينا يدينون الله به، ويفضلونه في زعمهم على الصلاة وجميع أعمال البر والإحسان، فلا حول ولا قوة إلا بالرحمن، فمتى كان السب والشتم دينا؟!» اهـ([1]).

قلت: فالكتاب -إذن- يتناول طائفة سماها «الجرَّاحين»، بعرض أصولهم وقواعدهم، في صورة خطوط عريضة -على حد قوله-.

وقد ذكر أنه يتناول منهج الطائفة نفسه، دون التعرض لرؤوسهم؛ غير أنه نقل عنهم أمورا خطيرة، وادعى عليهم دعاوى عريضة، كان لا بد من نقل أقوالهم فيها مَعْزُوَّةً إليهم، حتى يثبت صدق الكاتب فيما ادعاه عليهم؛ ولكنه اكتفى بمجرد الادعاء، دون نقل واحد يوثقه.

واعلم أن الدكتور وإن خصَّ كتابه بمن سمَّاهم «الجراحين»؛ إلا أنه -في الواقع- يتناول غيرهم -أيضا-.

وذلك أنه يمكن تقسيم المنتسبين إلى «السلفية» إلى ثلاثة أقسام:

1-«الجراحون» -على حد تسميته-، وهم الطرف الظالم المعتدي -في نظره-، ويسمونهم -أيضا-: «الجامية»، و«المداخلة»، و«غلاة الطاعة»، في ألقاب أخرى!

2-الطائفة التي ينتمي إليها الدكتور، وهي الطرف المظلوم المعتدَى عليه -في نظره-.

3-بقية العلماء والمشايخ.

وكلام الدكتور -كما سنعرف- لا يقتصر على «الجراحين» وحدهم، بل يتعدى إلى بقية العلماء والمشايخ، فحقيقة الأمر أنه يرد على كل من سوى طائفته، ويشملهم جميعا اسم «أدعياء السلفية»!

ورغم قِدَم الكتاب، إلا أنه يمثِّل تصورا قائما حتى الآن عن «الجراحين»، فتجد المناوئين لهم يعتمدون عليه، ويعتبرونه ملخِّصًا لمنهج أولئك «الجراحين»، وقد رأيتُ بعض متأخِّريهم يحيل عليه -بالفعل-، دلالةً على أنه لا يزال حيًّا عند القوم -رغم قِدَمه-.

ولمَّا رجعتُ إليه؛ وجدته -فعلا- جامعا وملخٍّصًا لتلك «الخطوط العريضة»، وقد جعلها في ثلاثة وخمسين أصلا!! لكنه -كما قلتُ- يطلق الدعاوى، ويرسل التهم، دون توثيق، ومنها ما يكاد يُجْزَم بعدم ثبوته عن أولئك «الجراحين» -ولو باعتبار ما آل إليه الحال بعد زمن تأليف الكتاب-، وأما ما كان ثابتا معروفا عن الطائفة: فإما أن يكون حقا -في نفسه- يحسبه الدكتور باطلا، وإما أن يكون باطلا -في نفسه-، فهو مردود على من قال به من الطائفة -مَنْ كان-.

وهذا الرد مختصر، في صورة وافية بالمقصود -إن شاء الله-، ولاسيما أن كثيرا من مباحثه قد بسطتها -بحمد الله- في مواطن أخرى، وسأحيل على ذلك في مواضعه -إن شاء الله-.

وكما أشرتُ إليه آنفًا: الحق منصور ومقبول، سواء أقرَّ به الدكتور، أم لا، والباطل مردود ومرفوض، سواء ثبت عن خصومه، أم لا، وهذا هو ما أستعين ربي على القيام به وتفصيله -بحسب مبلغي من العلم-، فمقصودي بيان الحق، ونصرة المنهج السلفي الحق، بقطع النظر عن الأشخاص، وبقطع النظر عن الألقاب، فالمنهج السلفي هو المنهج السلفي، سواء سمَّيتموه «جامية»، أو «مدخلية»، أو ما شئتم؛ كما أنكم تقولون عن أنفسكم: منهجنا هو الحق، سواء سمَّيتموه «قطبية»، أو «سرورية»، أو ما شئتم! فالعبرة -بإجماع منَّا- ليست بالألقاب، وإنما هي بالحقائق والمناهج، وواجب من ينتسب إلى السلفية: أن يثبت صحة انتسابه، ويعرض حجته، فإن ثبت صوابه؛ فذاك، وإن ثبت خطؤه؛ وجب عليه الرجوع، والعودة إلى السلفية الحقة.

اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنَا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

كتبه

أبو حازم القاهري السلفي

الجمعة 9/محرم/1447

([1]) «الخطوط العريضة» (ص8).

   طباعة 
0 صوت