البيان ال"/>
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :542225
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

تفريغ الخطبة الثامنة عشرة من البيان الرفيع لدين الرافضة الشنيع

المقال
تفريغ الخطبة الثامنة عشرة من البيان الرفيع لدين الرافضة الشنيع
2981 زائر
10/08/2013
أبو حازم القاهري السلفي

البيان الرفيع

لدين الرافضة الشنيع

(الخطبة الثامنة عشرة)

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].

أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله -تعالى-، وخير الهُدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فإن معنا اليوم أصلا من أعظم أصول الرافضة، وهو: الموقف من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، وهذا الموقف يعد من أظهر شعائرهم، وأكبر علاماتهم وسماتهم، وقد كان دينهم -منذ عهد ابن سبأ- مؤسسًا عليه، وما استحقوا اسم «الرافضة» إلا بناء عليه.

وفضل الصحابة -رضي الله عنهم- من المعلومات بالاضطرار من دين الإسلام، ومن العقائد المشهورات لدى كافة المسلمين، فلا تجد مسلما -صغيرا ولا كبيرا، ولا عالما ولا جاهلا- إلا وهو يحب الصحابة، ويثني عليهم، ويعتقد فضلهم وشرفهم.

والأصل في ذلك: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس الصحيح.

فأما الكتاب؛ فهو مملوء بالثناء على الصحابة وتفضيلهم؛ كما في قول الله -تعالى-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، وكما في قوله -تعالى-: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ . وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 8-10]، وكما في قوله -تعالى-: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ [الفتح: 29]، وكما في قوله -سبحانه- مخاطبا إياهم: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ﴾ [البقرة: 137]، ونحوه قوله: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، ونحوه قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ [البقرة: 143].

وأما السنة؛ ففيها الثناء العطر على الصحابة؛ كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من صحب من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ويغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من صحب من صحب من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم»، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أنا أمنة لأصحابي، فإذا مت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا مات أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».

هذا فضلا عما ثبت في حق أعيان الصحابة من الفضائل -في الكتاب والسنة-؛ كفضائل الخلفاء الأربعة، وتمام العشرة المبشرين بالجنة، وأهل بدر، وأهل الحديبية، وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وهذا شيء يطول تتبعه.

وأما الإجماع؛ فقد اتفق أهل الحق على ما ذكرته من العقيدة في الصحابة، حتى بات هذا - كما ذكرت- من المعلومات بالاضطرار من الدين، ومن العقائد الراسخة لدى كافة المسلمين.

وأما القياس الصحيح -الذي هو العدل والميزان-؛ فلتقريره وجوه:

منها: أن الله -تعالى- يختار أنبياءه، ويصطفيهم على العالمين، فحكمته تقتضي أن يختار أصحابهم كذلك، وأن يكون لهم من الفضل ما ليس لغيرهم؛ وإلى هذا يشير ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- في قوله: «إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد، فاختاره لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فاختارهم لنبيه، وجعلهم وزراءه، يقاتلون على دينه».

ومنها: أنه قد ثبت فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- على جميع الأنبياء، فلا بد أن يكون لصحابته فضل على صحابة جميع الأنبياء؛ وإلى هذا يشير قول ابن مسعود السابق.

ومنها: أنه ما من نبي إلا وله أصحاب، يحملون دينه ويبلغونه، وينشرون دعوته؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبي بعثه الله قبلي إلا كان له حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره»، وحظُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك أوفر الحظوظ؛ لأنه خاتم الأنبياء، وبعثته بعثة عامة شاملة، الغرض منها: ترسيخ دين الإسلام، ونشره في أرجاء الأرض -في آخر الزمان-، فلا بد أن يكون لأصحابه -رضي الله عنهم- في ذلك حظ ونصيب، ولا يتأهلون لذلك حتى يكونوا من أهل الفضيلة والثناء الحسن.

ومنها: أن حملة الدين ونقلته لا بد أن يكونوا عدولا مأمونين فاضلين، ولو جاز عليهم خلاف ذلك؛ لبطل ما حملوه من الدين، والصحابة -رضي الله عنهم- هم حملة القرآن والسنة، وهم نقلة دين الإسلام، وقد عرفت تزكيتهم في كلام الله والرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلو جاز عليهم شيء من خوارم العدالة، أو الطعون في الدين؛ لبطل دين الإسلام جملة، وهو ما يريده الرافضة - كما عرفت-.

فهذا حاصل ما يعتقده أهل الإسلام في الصحابة.

وأما الرافضة؛ فقد اتخذوه وراءهم ظهريا، وضربوا به عرض الحائط، وكان موقفهم من الصحابة شر المواقف وأخبثها.

وذلك أنهم يكفرون الصحابة، ويحكمون بردتهم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إلا نفرا يسيرا لا يتجاوزون عشرين إنسانا -في أكثر ما يُحكى عنهم-، وهم -مع ذلك- يرمون الصحابة بكل شر وسوء، ويكثرون من حَطِّهم على الخلفاء الثلاثة، وعائشة وحفصة، ومعاوية ومن كان معه -رضي الله عن الجميع-، فيرمونهم بما لا يُتخيَّل من الفحش والخبث، ويلعنونهم في صلواتهم، ويجعلون البراءة منهم من أعظم أصول دينهم.

ولنستمع إلى طرف من أقوالهم الخبيثة في ذلك:

جاء في «الكافي» عن حمران بن أعين: قلت لأبي جعفر -عليه السّلام-: «جُعلتُ فداك، ما أقلَّنا! لو اجتمعنا على شاة؛ ما أفنيناها؟»، فقال: «ألا أحدّثك بأعجب من ذلك؟! المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثة»!!

وفي «رجال الكشي» عن أبي جعفر: «كان الناس أهل الردة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة»، فقلت: «ومن الثلاثة؟»، فقال: «المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي؛ ثم عرف الناس بعد يسير»، وقال: «هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر، حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهًا فبايع»!!

وفيه -أيضًا- عن الحارث بن المغيرة النصري: سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله -رضي الله عنه-، فلم يزل يسأله حتى قال له: «فهلك الناس إذًا؟»، فقال: «إي والله يا ابن أعين، هلك الناس أجمعون»، قلت: «من في الشرق ومن في الغرب؟»، فقال: «إنها فُتحت على الضلال، إي والله هلكوا إلا ثلاثة، ثم لحق أبو ساسان، وعمار، وشُتَيرة، وأبو عمرة؛ وصاروا سبعة»!!

ففي هذه الرواية زاد عدد الناجين من الصحابة حتى بلغ سبعة!! وفي بعض ما يُنقل عن الرافضة في مذاهبهم: أنهم يصلون إلى بضعة عشر، أو نحو ذلك؛ المهم: أن عامة الصحابة -عند القوم- كفار مرتدون مفارقون للإسلام!!

وقال المجلسي في «بحاره»: «باب كفر الثلاثة، ونفاقهم، وفضائح أعمالهم»!! يعني: أبا بكر، وعمر، وعثمان.

وفي «تفسير القمي» و«تفسير الصافي» عن جعفر الصادق: «لما أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غَدير خُم؛ كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين، وهم: أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، والمغيرة بن شعبة»!!

وقال المجلسي: «وممّا عُدَّ من ضروريّات دين الإماميّة: استحلال المتعة، وحجّ التّمتّع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية»!!

وقال العاملي: «باب استحباب لعن أعداء الدّين عقيب الصّلاة بأسمائهم»!! وذكر فيه ما روى الكليني عن ابن ثوير والسّراج قالا: سمعنا أبا عبد الله -رضي الله عنه- وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرّجال، وأربعًا من النّساء: فلانًا وفلانًا وفلانًا ومعاوية (يعني بالثلاثة: الخلفاء)، وفلانة وفلانة وهندًا وأمّ الحكم أخت معاوية (يعني بالأوليين: عائشة، وحفصة)»!!

وفي دعاء الخميني المعروف المشهور: «اللهم العن صنمَيْ قريش، وجِبْتَيْها، وطاغوتَيْها، وإفْكَيْها، وابنتيهما»!!

وفي شأن عائشة وحفصة؛ جاء في «تفسير القمي» في قول الله -تعالى-: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ الآية [التحريم: 10]: أن المثل مضروب لعائشة وحفصة؛ إشارة إلى كفرهما وخيانتهما!!

وفي «بحار الأنوار» عن أبي جعفر: «أما لو قام قائما؛ لقد رُدَّت إليه الحميراء (يعني عائشة)؛ حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة منها»!!

فهم يرمون عائشة -رضي الله عنها- بالفاحشة، بالأمر الذي بُرِّئت منه من فوق سبع سماوات؛ وليت شعري! أي طعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم من ذلك؟!! والله -تعالى- يقول: ﴿الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور: 26]، فلو كانت عائشة -رضي الله عنها- خبيثة -وحاشاها-؛ فأي شيء يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!!

واستمع -في الختام- إلى هذا التصريح الخطير، الذي يقضي على الرافضة -جملة وتفصيلا-، ويوضح حقيقتهم لكل من له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.

قال آيتهم نعمة الله -وأقول: نقمة الله!- الجزائري في «الأنوار النعمانية»: «لم نجتمع معهم على إله، ولا نبي، ولا إمام؛ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيه، وخليفته بعده أبو بكر؛ ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي؛ بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا»!!!

فأي شيء تريد بعد هذا -أيها المسلم-؟! أين دعاة التقريب؟! أين الذين يرتمون في أحضان الرافضة؟! أين الذين يروِّجون لهم، ويمكِّنون لهم في بلاد الإسلام؟! وما مكَّن أحد لأعداء الله إلا ذل، وقد رأيتَ هذا بنفسك.

فهذا هو موقف الرافضة من الصحابة، شر موقف تتخذه أمة من أصحاب نبيها؛ ورحم الله من قال من السلف -لعله الشعبي فيما أذكر-: «قيل لليهود: من خيركم؟ فقالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خيركم؟ فقالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شركم؟ فقالوا: أصحاب محمد!!».

فقاعدة الأمم: تعظيم أصحاب أنبيائها، فانظر إلى الرافضة كيف خالفوا قانون الأمم، وجعلوا أصحاب نبيهم شر الناس وأخبثهم، وادَّعَوْا أنهم فارقوا دينهم؛ فأبطلوا هذا الدين، وأبطلوا ما بلغه الصَّحْب من الرسالة.

ويجب أن يُعلم أن موقف الرافضة هذا من الصحابة كفر -بإجماع المسلمين-، فقد أجمع أهل العلم على أن من كفَّر عامة الصحابة، أو فسقهم، أو قال ذلك فيمن تواتر فضله منهم، أو طعن في عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطعن في أزواجه، أو رمى عائشة -خاصة- بما برأها الله منه في القرآن؛ فهو كافر مباين لملة الإسلام؛ لأنه يخالف القرآن والسنة، ويكذبهما، ويتهم الله ورسوله، ويبطل دين الإسلام.

فهذا مظهر جديد من مظاهر رجس الرافضة، وكفرهم، وحقدهم على الإسلام وأهله؛ نعوذ بالله منهم ومن فتنتهم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

* الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوة الإسلام! إن مما يجب أن يُعرف أيضًا: أن الرافضة لم يكتفوا بما ذكرناه من موقفهم من عامة الصحابة؛ بل لهم طعن خبيث في أهل البيت، وفي أئمتهم المعصومين؛ وهم الذين يدعون محبتهم، وتعظيمهم، ونصرتهم؛ فمعرفة ما يقولونه من الطعن والثَّلْب فيهم تزيد في بيان حقيقتهم، وحقيقة ما يدعون إليه من محبة أهل البيت وتعظيمهم.

والواقع أنهم لم يكتفوا بالتصريح بالطعن في الصحابة وأهل البيت -رضي الله عنهم-؛ بل صرحوا بالطعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!! وإن كانوا -كما عرفنا- يلوِّحون بذلك، وهذه حقيقة أمرهم -من غير شك ولا ريب-؛ ولكنهم لم يكتفوا بالتلويح حتى أتوا بالتصريح!!! ولهم في ذلك شنائع وقبائح، أستحي من ذكرها في مقامي هذا؛ ولكنني سأذكر أمثل ما وقفت عليه.

قال الخميني في أحد خطاباته: «فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل، وكان هدفه هو تطبيقه في العالم؛ لكنه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-، الذي قد جاء لإصلاح البشر، وتهذيبهم، وتطبيق العدالة؛ فإنه هو أيضا لم يوفَّق، وإن من سينجح -بمعنى الكلمة-، ويطبق العدالة في جميع أرجاء العالم: هو المهدي المنتظر»!!

وقال في «كشف الأسرار»: «وواضحٌ أن النبي لو كان قد بلغ أمر الإمامة -طبقا لما أمر الله به-، وبذل المساعي في هذا المجال؛ لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه»!!

فما تقول -أيها المسلم- فيمن قال في نبيك -صلى الله عليه وسلم-: إنه فشل؟!! وفيمن قال: إنه -صلى الله عليه وسلم- لم يبلغ دينه -كما ينبغي-؟!! ماذا تريد بعد ذلك؟!!

ولننتقل إلى طرف مما يقوله القوم في أهل البيت والأئمة.

قال حسن الأمين - وهو الخائن الخبيث- كما في «دائرة المعارف الإسلامية الشيعية»: «ذكر المؤرخون أن للنبي -صلى الله عليه وسلم- أربع بنات».

أفي هذا شك؟! فاستمع إلى ما يقوله الرافضة.

قال: «ولدى التحقيق في النصوص التاريخية: لم نجد دليلا على ثبوت بنوة غير الزهراء -عليها السلام- منهن؛ بل الظاهر أن الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد -صلى الله عليه وسلم-»!!!

فهذا طعن في نسبة بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه!!!

وفي «رجال الكشي» وغيره في قول الله -تعالى-: ﴿ وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 72] قالوا: هو العباس بن عبد المطلب!! والعباس عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وفي «الكافي» عن ابن عباس عبد الله -رضي الله عنه-، حبر الأمة، وتاج العلماء؛ في «الكافي» عنه: أنه كان جاهلا سخيف العقل!!

وفي «البحار» أن عليا قال لسلمان: «ائت فاطمة فإنها مشتاقة إليك»!!!

هذا أمثل ما وقفت عليه!! وهناك -سواه- طعن صريح في فاطمة -رضي الله عنها-، وفي علي -رضي الله عنه-، وهذا الذي سمعتموه اتهام واضح لعلي بالدياثة، ولفاطمة بالخيانة؛ وهذا أمثل ما وقفت عليه!!

وفي «رجال الكشي» أن سفيان بن أبي ليلى دخل على الحسن (الحسن بن علي)، فقال له: «السلام عليك يا مذل المؤمنين»!! في خبر ذكره.

وإنما قال له ذلك؛ لأنه تنازل عن الخلافة، وسلم الأمر لمعاوية، وقد عرفنا أن الذي أثنى على هذا الصنيع هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه، والحسن -عند الرافضة- من الأئمة المعصومين؛ فكيف نوفق بين هذا وذلك؟!!

وفي «البحار» -أيضًا-: «إن سائر بني الحسن بن علي كانت لهم أفعال شنيعة، ولا تحمل على التقية»!! وهم من أهل البيت.

وفيه: أن الحسين تبع جنازة منافق، وصلى عليه، ولعنه!! وهو الإمام المعصوم!! وكيف هذا والله -تعالى- يقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾ [التوبة: 84]؛ فكيف بالحسين -وهو المعصوم الذي يعلم الغيب عند الرافضة-، كيف له أن يتبع جنازة منافق ويصلي عليه؟!!

وفي «رجال الكشي» عن أبي بصير: «لو كانت الدنيا وقعت على صاحبك -يعني: جعفر الصادق- لاشتمل عليها بكسائه»!! وهذا رمي لجعفر الصادق -الذي هو عند الرافضة أيضًا إمام معصوم- بالحرص على الدنيا، والطمع فيها؛ وهذا طعن صريح!!

وفي الختام: جاء في «الكافي» في شأن موسى الكاظم - وهو من الأئمة أيضًا-: أنه قصَّاف عزَّاف، يأكل ويشرب ويتعشَّق!! وهذا رمي له بشرب الخمر، وعشق النساء، والفجور والمجون؛ والرافضة تقول: إنه إمام معصوم!! فالله المستعان.

هذا طرف من طعون الرافضة في أهل البيت والأئمة؛ فكيف تقبل بعد ذلك دعواهم في محبة أهل البيت وتعظيمهم؟!! وكيف يقبل منهم بعد ذلك أن يقولوا: إن أئمتهم معصومون؟!!

لا بد أن تفهم -أيها المسلم- أن هذا ستار يتخذونه لتغرير المسلمين، وخداعهم، والترويج لباطلهم وضلالهم؛ فها قد عرفت أنهم لا يعظمون أهل البيت، ولا يحبونهم، ولا يذكرونهم بالجميل؛ بل يطعنون فيهم، ويرمونهم بكل فاحشة وبائقة؛ فكيف يسلَّم لهم بعد ذلك؟!!

هكذا تتبين حقيقتهم، وهكذا يتضح شرهم وفسادهم؛ فلا بد أن نستيقظ، ولا بد أن ننتبه؛ نسأل الله أن يقينا كل فتنة وسوء.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، اللهم اكشف عنا الفتن بمنك وكرمك، اللهم اكشف عنا الفتن بمنك وكرمك، اللهم اكشف الغمة، وارفع الفتنة، اللهم اكشف الغمة، وارفع الفتنة، اللهم اكشف الغمة، وارفع الفتنة، اللهم احفظ علينا بلدنا، واحفظ علينا شعبنا، واحفظ علينا جيشنا، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرا فاقصم ظهره، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، اللهم رد كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وعبث العابثين، اللهم من كاد لنا فكده، اللهم من كاد لنا فكده، اللهم من كاد لنا فانتقم منه يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من هذه الدنيا على ما تحبه وترضاه، اللهم توفنا على الإسلام والسنة وأنت راضٍ عنا يا ربنا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

لتحميل الخطبة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

   طباعة 
0 صوت