البيان ال"/>
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :542591
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

تفريغ الخطبة الثالثة عشرة من البيان الرفيع لدين الرافضة الشنيع

المقال
تفريغ الخطبة الثالثة عشرة من البيان الرفيع لدين الرافضة الشنيع
3265 زائر
16/06/2013
أبو حازم القاهري السلفي

البيان الرفيع

لدين الرافضة الشنيع

(الخطبة الثالثة عشرة)

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].

أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله -تعالى-، وخير الهُدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد؛ فإننا ننتقل إلى بيان موقف الشيعة الرافضة من الركن الثاني من أركان الإيمان، وهو: الإيمان بالملائكة، وقد بث القوم فواقرهم ودواهيهم حتى في هذا الركن، الذي لا يكاد يتصور فيه انحراف.

وذلك أن الملائكة -عند أهل الإسلام- كما قال فيهم ربهم -سبحانه-: ﴿عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ . لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 26-29].

فهؤلاء هم الملائكة، عباد لله - تعالى -، مخلوقون مصنوعون، لا حظ في شيء من الربوبية ولا الألوهية، وهم بأمر ربهم - سبحانه - يعملون، لا يخالفونه في شيء، ولا يتقدمون عليه في شيء.

وهم -مع ذلك- قد أكرمهم ربهم - سبحانه - بوظائف عظيمة، فوكَّل مقدَّمهم جبريل - عليه السلام - بالوحي، ووكل ميكائيل بالقطر، ووكل إسرافيل بالصور، ووكل ملك الموت بقبض الأرواح، ووكل مالكا بجهنم، ووكل بالعرش حملة، وبالإنسان ملكين حافظين، وهلم جرا.

فهذه وظائف الملائكة، وظائف عظيمة جليلة، تناسب قدرهم من الإكرام عند ربهم - جل وعلا -.

ولهم في خلقتهم صفات؛ كما قال -تعالى-: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 1]، وصح عن الرسول الأمين -ﷺ- أنه قال: «خلقت الملائكة من نور».

فهذا بعض ما يتعلق بالملائكة الكرام -مما عليه أهل الإسلام-، وإذا بالرافضة ينبذون هذا كله، ويتخذونه ظهريًا، فيجعلون الملائكة خدامًا للأئمة، ويقولون: إنهم مخلوقون من نورهم، ويطلقون وظائفهم وأعمالهم عليهم؛ فخالفوا بذلك أهل الإسلام، وأتوا منكرا من القول وزورًا.

جاء في «بحار الأنوار»: «خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك، يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة»!!

وفي «وسائل الشيعة»: «وكَّل الله بقبر الحسين أربعة آلاف مَلَك شُعْثٍ غُبْرٍ، يبكونه إلى يوم القيامة»!!

وفي «التهذيب»: «وليس شيء في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يؤذن لهم في زيارة الحسين، ففوج ينزل، وفوج يعرج»!!

وفي «بحار الأنوار»: «إن جبرائيل دعا أن يكون خادمًا للأئمة، قالوا: فجبريل خادمنا»!!

وفيه عن جعفر قال: «إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا، وتتقلب في فُرُشنا، وتحضر موائدنا، وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها، وتقلب أجنحتها على صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا وأخبار أهل الأرض عندنا، وما يحدث فيها، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره، وكيف كانت سيرته في الدنيا»!!

وفيه أيضًا: «ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على علي بن أبي طالب ومحبيه، والاستغفار لشيعته المذنبين، وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحًا ولا تقديسًا من قبل تسبيحنا [يعني: تسبيح الأئمة]، وتسبيح شيعتنا»!!

وفيه: «باب أنهم -عليهم السلام- الصافُّون، والمسبِّحون، وصاحب المقام المعلوم، وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة»!!

فها أنت ترى أن الرافضة عطلت الملائكة عن صفتهم ووظيفتهم، فجعلتهم مجرد خدام وعمال للأئمة، وإذا كان أهل العلم يستنكرون أن يقال في الملائكة: إنهم خدام النبي -ﷺ-؛ فكيف بمن دونه؟! لا يستقيم ولا يصح أن يقال: إن ملكًا خادم رسول الله -ﷺ-، مع كون الملائكة عبادًا لله -عز وجل-، ومع كونهم يأتون الأنبياء بأمور عدة -وعلى رأسها الوحي-؛ إلا أنهم -لشريف مكانتهم وعظيمها- لا يجوز أن يقال فيهم: إنهم يخدمون الأنبياء؛ فكيف بمن دونهم؟! ولكن الحقيقة - كما أشرت إليه، وكما سنبين إن شاء الله تعالى - أن أئمة الرافضة أعلى وأعظم عندهم من الأنبياء.

فها أنت ترى موقفهم من الملائكة: يعطلونهم عن وظيفتهم، ولما كان الأمر كذلك؛ أسندوا أعمالهم إلى الأئمة، فقالوا: إن الأئمة هم الصافون والمسبحون!! وحملة العرش!! والسفرة الكرام البررة!! إلى غير ذلك مما سمعت، فعاد أمرهم -في نهايته- إلى إنكار الملائكة، شعروا بذلك أم لم يشعروا.

وهذا أمر يحق الانتباه إليه: فإن الرجل إذا أثبت أمرا في الظاهر، ثم قال بما يعود عليه بالإنكار؛ فهو في حقيقته منكر له، كمثل من يثبت الجنة والنار ظاهرًا بقوله؛ ولكنه يزعم أن ما فيهما من النعيم والعذاب لا حقيقة له، وإنما هو مجرد تخييل؛ فهذا -في حقيقته- ينكر الجنة والنار، مهما زعم أنه يثبتهما.

فهذه قاعدة مهمة، يجدر الانتباه لها: لا تغترن بالظاهر من الأقوال أو المذاهب أو الدعاوى؛ بل عليك أن تتأمل في حقائقها وما تؤول إليه، فإذا رأيت الرجل يثبت أمرًا في الظاهر، ولكنه لا يقول به على حقيقته؛ فاعلم أنه ينكره -في نفس الأمر-، وأنه إنما يثبته بلسانه كذبًا وزورًا؛ حتى يتملق أهل الإسلام.

فهذا قول الرافضة في الملائكة، يعود -في حقيقته- إلى إنكارهم وتعطيلهم.

نسأل الله أن يسلمنا من شرهم وباطلهم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

* الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ننتقل بعد ذلك -إخوة الإسلام- إلى ذكر موقف الرافضة من الركن الثالث، وهو: الإيمان بالكتب، ولن نطوِّل فيه؛ فإننا قد تكلمنا عليه قبلُ، فذكرنا موقفهم من القرآن، وهذا يتعلق بالإيمان بالكتب، وذكرنا أنهم يزعمون أن لأئمتهم علم جميع الكتب التي نزلت من السماء.

وأذكِّركم في مقامي هذا بما جاء في «الكافي» من قوله: «باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله -عز وجل-، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها»!!

فليتهم اقتصروا على دعوى علم القرآن المكتوم؛ بل ضموا إلى ذلك علم جميع الكتب!! فالأئمة عندهم لم يختصوا بعلم القرآن وحده؛ بل يعلمون جميع الكتب، وجميعُ الكتب عندهم على اختلاف ألسنتها ولغاتها!!

ولك أن تستحضر ما ذكرناه في شأن القرآن، من دعواهم تحريفه وكتمانه، ودعواهم كتبًا زائدة عليه؛ كمصحف فاطمة، وغيره، وعندهم في ذلك ألواح وصحف، لا نطول بذكرها.

فهذا موقفهم الإجمالي من الإيمان بالكتب.

ثم نأتي -من بعد ذلك- إلى ذكر موقفهم من الإيمان بالرسل، ولن نستبق الكلام فيه الآن؛ لأنه يُعرف باعتقادهم في الأئمة، فإذا عرفت اعتقادهم في أئمتهم، وعرفت أنهم يعتقدون فيهم العصمة، ويفضلونهم على الأنبياء، ويثبتون لهم ما هو من جنس معجزات الأنبياء، إلى غير ذلك مما سيأتي تفصيله؛ فإنك ستعرف -في الحقيقة- أنهم لا يؤمنون بالرسل.

فإن من الإيمان بالرسل: أن تؤمن بعصمتهم، وتفضيلهم، وشرفهم، ومكانتهم، وخصائصهم؛ فمن أثبت شيئا من ذلك لغيرهم؛ فهو -في الحقيقة- لم يؤمن بهم، فمن قال: إن أحدًا أفضل من رسول الله -ﷺ-؛ أيكون في حقيقته مؤمنًا به؟! ومن قال: إن غير الأنبياء تجري على أيديهم المعجزات -التي هي من جنس معجزاتهم-؛ أيكون في حقيقته مؤمنًا بهم؟! ومن قال: إن غير الأنبياء معصوم، أو يعلم الغيب[1]، أو يعلم وقت موته، إلى غير ذلك مما سيأتي في بهتان الرافضة؛ أيكون في حقيقة أمره مؤمنًا بالأنبياء؟!

وقد تكلمنا على شأن المعجزات خصوصًا، وذكرنا مثالا واحدًا -وإلا فالأمثلة كثيرة- من دعواهم أن عليًا - رضي الله عنه، ونزَّهه عن بهتانهم- أحيا الموتى!! وأخرج من حجر واحد مائة ناقة!! فكان شأنه في ذلك كشأن المسيح - عليه السلام-؛ بل كان شأنه أفضل من شأن صالح - عليه السلام -!! فهل يقول بذلك مسلم؟! وهل يعتقده موحد، شهد -بالحقيقة- أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؟!

فهذه ضلالات مبنية على ضلالات، وكفريات مبنية على كفريات، لا يسلم منها مذهب هؤلاء القوم، ولا يزالون في غيهم سادرون يعمهون.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكفينا شرهم، وفتنتهم، اللهم اكشف عنا الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفرقة والاختلاف، اللهم اكشف عنا كيد الأعداء، اللهم ائذن بحلول الأمن والاستقرار، اللهم هيّئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك مولانا، وأنت حسبنا، ونعم الوكيل، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.



[1] والأنبياء إنما يعلمون شيئا من الغيب بوحي الله لهم، فهذه خصوصيتهم في هذا المقام، وأما غيرهم؛ فلا سبيل له إلى ذلك إلا بإخبارهم.

لتحميل الخطبة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

   طباعة 
0 صوت