* يقول الأخ أحمد إيهاب:
كيف يتعاملُ طالبُ العلم مع مثلِ قولِ العلامة المعلمي :
«وإنك لتجدُ من المنتسبين إلى العلم من يحرصُ على تخطئة غيره من العلماء - ولو بالباطل -؛ حسداً منه لهم، ومحاولةً لحطِّ منزلتهم عند الناس».
إذا ردَّ به المخالفُ تحذيرَ العلماء الربانيين منه؟
* قال أبو حازم -غفر الله له-:
كلام العلامة المعلمي -رحمه الله- يصُبُّ في ما يقرره العلماء من مبحث «كلام الأقران»، وخلاصته: أن الحسد ونحوه قد يدفع العالم -وليس هو بمعصوم- إلى تجريح أخيه بأمور لا تستأهل ذلك، فهذا التجريح يُطوَى، ولا يُروَى.
وضابط ذلك: ألا يكون هذا التجريح مستندا إلى أدلة ظاهرة معتبرة.
ومثاله: أن يعمد المحدِّث إلى حديث أخطأ فيه محدِّث آخر، فيسقطه بذلك -حسدا-؛ ومعلوم أن خطأ الثقة في حديث واحد لا يستأهل إسقاطه.
فخرج بذلك -كما بيَّن العلماء- ما لو كان التجريح مبنِيًّا على حجة ظاهرة معتبرة؛ فهذا يجب قبوله -ولو كان صادرا من الأقران-.
مثاله: أن يحذر عالم سُنِّيٌّ من آخرَ أشعريٍّ؛ لحال المعتقد؛ فهذا يجب قبوله -كما هو ظاهر-.
فالحاصل: أن الأمر مَبْناه على الحجة: فإن وُجدت؛ قُبل الجرح -وإن صدر من أقران-، وإلا؛ فلا. |