* يقول الأخ أبو عبد الرحمن أحمد:
ما صحة هذا الحديث؟
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «لم يكن نبي قط، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يتبعون أمره، ويهتدون بسنته، ثم يأتي من بعد ذلك أمراء يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، يغيرون السنن، ويظهرون البدع، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل».
وكيف نرد على من استدل به في جواز الخروج على الحكام؟
* قال أبو حازم -غفر الله له-:
الحديث أخرجه مسلم في «صحيحه» -بنحو اللفظ المذكور-، وليس عنده ذكر الأمراء، وتبعه على تصحيحه عامة أهل العلم، وقد أنكره الإمام أحمد بما يطول بيانه في هذا الموضع.
والرد على من احتج به على الخروج من وجهين:
الأول: أنه ليس صريحا في الحكام؛ فإن اللفظ الصحيح -عند مسلم وغيره-: «ثم إنه تخلَّف من بعدهم خلوف [وفي لفظ: أقوام]، يقولون ما لا يفعلون...»، واللفظ الذي ذكره السائل لا يصح؛ فإنه مخالف لعامة الروايات للحديث، وبيان هذا لا يتسع له المقام -أيضا-.
الثاني: أنه ليس صريحا في الخروج؛ بل المقصود بالتغيير باليد: تغيير نفس المنكرات -بالشروط المعروفة-؛ كما قال الإمام أحمد: «التغيير باليد، ليس بالسيف والسلاح»، ويدل على هذا: الأحاديث الأخرى الصريحة في النهي عن قتال الحكام والخروج عليهم. |