الدرس الثالث والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الرابع والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الخامس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السادس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السابع والعشرون، وهو الأخير - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو حرمة أكل المال بالباطل - خطب عامة الحياء 1446 - خطب عامة لغة القرآن والحفاظ على الهوية - خطب عامة صناعة العقول بين الاستقامة والانحراف - خطب عامة المخدرات ضياع للإنسان - خطب عامة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :568149
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

ألقوهم في غَيَابَةِ جُبِّ النسيان!!

المقال
ألقوهم في غَيَابَةِ جُبِّ النسيان!!
4678 زائر
21/08/2013
أبو حازم القاهري السلفي

ألقوهم في غَيَابَةِ جُبِّ النسيان!!

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، هو الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإن الفتن فَضَّاحةٌ كَشَّافةٌ، تفضح الجُهَّال، وتكشف المبتدعة، وتجعلهم -في ضلالهم وتهوُّكهم- ألعوبة الناس، وأضحوكة الوَرَى.

وقد تحقق ذلك -أيما تحقُّق- فيما وقع -ولا يزال- من فتن الثورات؛ إذ انكشف فيها كل مبتدع، وافتُضح فيها كل جاهل، بما لا يخفى على العامي البليد؛ بل المتعصب العنيد.

وقد أَذْكَرَتْني هذه الحال ما قاله سلمان العودة -قاتله الله- في كلامه الشهير عقب فتنة الخليج: «لقد كشفت الأحداث عن عدم وجود مرجعية يعتمد عليها المسلمون في دينهم»!!

فإذا كان هذا المأفون قد أسقط مرجعية المسلمين -ممثَّلةً في علمائهم-؛ لظنه الأبله أنهم قد ضلوا وفشلوا في معالجة ما كان من الفتنة؛ فما عسى أهل الحق أن يقولوا الآن؟!

إننا نقول -بحق-: لقد أسقطت الفتن الأخيرة مرجعيتكم أنتم، من شيوخ الجهالة، ورءوس الضلالة، الذين عَمُوا عن رؤية الشرع والواقع -معا-، فأخرجوا ما علمته الكافة من معرفة المنكر، وإنكار المعروف، والتلون في الدين، والتنقل في المذاهب؛ حتى فاحت رائحتهم، وسقطت ورقة التُّوت عن سوأتهم، فصاروا -ومقلِّبِ القلوب- عارا على الدين والملة، وشَنَارا على أهل القِبْلة.

ويبدو أن هذا الأمر قد صار لهم سجيَّة؛ كالذي يتخبَّطه الشيطان من المسِّ، لا يستطيع منه فَوَاقا ولا فِكاكا؛ إلا أن يُرقَى برُقية شرعية تصرعه وتُخِرُّه هَدًّا!!

فهذان ابْنَا «حسان» و«يعقوب» قد خرجا عقب فَضِّ الاعتصامات، يعْتَلِيان المنصات، ويقولان لجموع الهمج: «دماؤنا دون دمائكم»!!!

فما هذا؟!!

ألم يكن الرجلان حِلْسَيْ بيوتهما -بعد عزل «مرسي»-؟!

ألم يناديا باعتزال الفتن؟!

ألم يأمرا بالهدوء والسكينة؟!

ألم يحرِّما الدماء؟!

فما حصل؟!

آلآن كُشِف لهما عن حقيقة الحرب المزعومة على الإسلام؟! أم هو عِفْريت التلون قد حضر؟!

على أنهما اكتفيا بضرب تلكم «البُمْبَة» (!!)، ثم وَلَّيا الدُّبُر!! فقد فُضَّ ما كانا فيه من الاعتصام، وما تلاه في أماكن أخرى، ووقع ما وقع في «رمسيس»، ولم تقطر للرجلين قطرة دم واحدة!!

فأين «دماؤنا دون دمائكم»؟!!

ولن ينقضي الذهول حين تعرف -ولا بد أنك عارف- أن ابن «حسان» خرج بعد موقعة «رمسيس» يدعو إلى «جلوس الحكماء والعقلاء؛ لإيجاد حل سلمي للأزمة»!!!

فسبحان الله! والحمد لله! ولا إله إلا الله! والله أكبر!

وبَيْنَا نحن كذلك؛ إذ خرج علينا «مذمَّم» الفتنة و«حرقوصها» -ابن عبد المقصود-، يفتي (!) بحلق اللِّحى -مطلقا-!!! بعد أن كان على منصة «رابعة» يدعو إلى الجهاد!!!

مَرْحَى يا «حرقوص»! قد أوحشَتْنا «فتاواك» (!) الشيِّقة!! باللهِ إلا دعوتَ صاحبَك إلى مثلها؛ أعني «شَبَثَ» الفتنة -أبا الأنذال، المعروف بأبي الأشبال-!! حتى نقطع بها ما وقع لنا -بسببكم- من هَمِّ الفتن وغَمِّها!!

والأَدْهَى والأَمَرُّ: أن قوما ختم الله على أسماعهم وقلوبهم، وضرب الغشاوة على أبصارهم؛ قد استمرءوا رِقَّ التعصب وعبودية الرجال، ولا يزالون يلوون ألسنتهم باستنكار النصيحة والبيان والتحذير من القوم، ولا يزالون يعتذرون لهم -رغم كل ما أحدثوا-!!

فحق هؤلاء جميعا -أتباعا ومتبوعين- أن يُلْقَوْا في غَيَابَةِ جُبِّ النسيان، فلم يَعُدْ ثَمَّ وجهٌ لمجرد الالتفات إليهم، وقد قامت حجة الله -شرعا وواقعا-.

فيا أهل السنة! ألقُوا الطائفة في غَيَابَةِ الجُبِّ، ثم بَوِّرُوه وعَطِّلوه؛ حتى تُدفَن الطائفة إلى الأبد!!

أَجَل! لا تسألوا عنهم، ولا تنشغلوا بهم، ولا تتابعوا أخبارهم، ولا تلتفتوا لكلامهم، وعُدُّوهم في الأموات -وهم كذلك-؛ فإنكم لا تعاقبون المبتدع بأشد من ذلك -كما قرره سلفنا-، وقد قامت الحجة، وتبينت المحجة، وانقطع العذر؛ فالكلام بعد ذلك عبث وخَطَل، لا يتصدى له عاقل، ولا يتعرض له راشد.

ولا أحسب أن عندهم شيئا من الباطل لم نزهقه، فقد أدَّيْنا واجبنا -ولله الحمد-، ولم يبق إلا مجرد تذكير، أو تعرُّض لباطل جديد، وكلٌّ يقدَّر بقدره.

ولْنجمع جموعنا -الآن- لغزو بني عِلْمان -بالحجة والبيان-، الذين عابوا ديننا، وسفَّهوا سنتنا، وتنقَّصوا شريعتنا، وأفسدوا أخلاقنا.

ولن تكون مواجهتنا لهم كمواجهة المبتدعة لهم؛ فإن النائحة الثَّكْلَى ليست كالنائحة المستأجَرَة، وبالله توفيقنا وهدايتنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله.

كتبه

أبو حازم القاهري السلفي

الثلاثاء 13/شوال/1434

لتحميل المقالة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

   طباعة 
0 صوت
روابط ذات صلة
المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي