خيوط وأبعاد المؤامرة على مصر
وبعد؛ فإلى الذين يتوقعون مني تعليقًا على ما جرى في اليومين الماضيين أقول: لا تعليق!!
وإنما أُقبل عليكم، متسائلاً معكم عن عدة أمور، في محاولة لجمع بعض الخيوط، واستنتاج أبعاد المؤامرة، التي تحاك لهذا البلد.
ولن أخوض في الكلام على قتل المتظاهرين، فقد أوضحته مرارًا وتكرارًا، وسأعيد تقريره وتأصيل بعض أحكامه في محاضرة بعد الصلاة -إن شاء الله-.
والآن إليكم أسئلتي:
لماذا يخوض الناس فيما فعله رجال الأمن، ولا يتكلمون فيما يُفعل برجال الأمن، ومؤسسات الدولة، وممتلكات الناس ومصالحهم؟!
لماذا يتركز الاعتداء على الكنائس، ويُضرَب على وتر الفتنة الطائفية، وتُحشّ نيران الحرب بين المسلمين والنصارى، حتى يطلب بعض القساوسة التدخل الأجنبي؟!
من أين لأنصار المعزول بهذا الكم الهائل من السلاح -وبعضه من النوع الثقيل-؟! وهل تنفذ الخطة القطبية التي وضعها سيد قطب في الستينات لنسف المنشآت الحيوية؟! وهل تعود سنة التفجيرات والاغتيالات، التي اتخذها الإخوان منذ عهد مؤسسهم الأول؟!
ما الذي دفع بعض الشيوخ الآن إلى اعتلاء المنصات وتأييد المتظاهرين؟! آلآن بانت لهم الحرب على الإسلام، أم أصابهم مس التلون وركوب الموجات، فلا يستطيعون منه فكاكًا، فيحتاجون -إذن- إلى من يتعامل معهم بالرقية الشرعية؟!
ما السبب في استقالة البرادعي -في هذا التوقيت-؟! وما المعنى الذي يريد بردعة الغرب أن يوصله لمُبَرْدِعِيه؟!
ما الأثر الذي يمكن أن يقع للبلاد -لو حوكم قادة الجيش محاكمة دولية-؟!
ما السر في هذه الإدانة الجماعية من الغرب؟! وما الذي دفع الإدارة الأمريكية الصليبية المتصهينة -بعد طول مراوغة- إلى إعادة النظر في موقفهم من مصر؟!
ما حقيقة ذلكم الصاروخ الذي أُطلق من سيناء على الدولة اللقيطة، التي يقال لها -زورًا-: «إسرائيل»؟! وما سر تلكم الطائرة التي قتلت بعض الإرهابيين على الحدود؟! وما معنى قول وزير الدفاع اليهودي: إن الوضع في سيناء يهدد أمن الدولة اللقيطة؟!
هذه أسئلتي أوجهها إليكم، وخيوط المؤامرة أضعها بين أيديكم، والمصريون -ما شاء الله- «بيفهموها وهي طايرة»!!
إنها مؤامرة مكتملة الأركان؛ للقضاء على البلاد، وتمزيقها، وإغراقها في بحار من الفوضى والدمار، وإرهاق جيشها، وتفتيت عزمه وجهده؛ حتى يصير لقمة سائغة لليهود.
إنها الخطة الثلاثية، التي أخبرتكم بها على هذا المنبر -منذ عامين-، ومن لم يفهم هذه الحقيقة حتى الآن؛ فليمحُ اسمه من سجل العقلاء، وليدرجه في سجل الحمقى والأغبياء!!
إخوة الإسلام! لقد حذر أهل السنة من مغبة الخروج على الحكام -منذ اندلاع الفتن-، وصدق تحذيرهم.
وحذر أهل السنة من تكرار الواقع الجزائري -منذ بداية التجربة السياسية الإسلامية الفاشلة-، وصدق تحذيرهم.
وقال أهل السنة: إن الفتن الواقعة لن تنتهي إلا بالقوة والعنف، وتذكروا ما قلتُه في هذا المكان تعليقًا على مليونية الإسلاميين -منذ عامين-؛ وصدق ما قلتُه.
وقال أهل السنة: إن الفتن التي وقعت مؤخرًا توريط للجيش، ولا تدل الأحداث -حتى الآن- إلا على صدق هذا الكلام.
فهل تُرفَض نصائح أهل السنة بعد هذا كله؟! وهل يستمر الناس في الانقياد للعواطف، ومتابعة شيوخ الضلال والفشل والتلوّن؟!
لقد آن الأوان لتحكيم الشرع، واتباع العقل والفطرة، ويقتضي هذا لزوم الهدوء والسكينة، والقعود في البيوت، واعتزال الفتن -بكافة صورها وأشكالها-؛ هكذا أمر الله ورسوله، وهكذا يتحقق الأمن والأمان، وهكذا تتحقق مصالح الخلق، وتُدرأ المفاسد عنهم، وهكذا يفشل كيد الأعداء، ويفوت مرادهم.
فاتقوا الله -عباد الله-، والزموا مقتضى الشرع والحكمة، وكفاكم انقيادًا للعواطف، التي جرّت عليكم جميع ما حدث من الشر -منذ اندلاع الفتن حتى الآن-، فما أغرقنا في هذه الوحلة إلا اتباع العواطف، والانقياد وراء كل من هب ودب، مع الإعراض عن النصوص الشرعية، والأحاديث النبوية، والتقريرات السلفية، التي ذكرها أهل السنة، وأعادوا فيها القول وأبدَوْه، حتى كلّت ألسنتهم، وجفت حلوقهم؛ وما من أحد يستجيب؛ وها هي الدماء تجري أنهارًا!
فمتى يستجيب الناس؟! ومتى يفيقون؟! أيفيقون على ضياع البلد؟! أيفيقون على تفتيت الجيش؟! أيفيقون واليهود والأمريكان يدخلون عليهم مضاجعهم؟!
أفيقوا -أيها المسلمون-، قبل أن تندموا حين لا ينفع الندم!!
وكما ذكرت لكم: ما هي إلا جمعة أو جمعتان -على الأكثر-، وننتهي من قضية الرافضة -إن شاء الله-، وحينئذ نتكلم في الخطة الثلاثية لتقويض الأمة الإسلامية، ونكشف الكثير من الحقائق؛ نصيحة لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكشف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم احقن دماءنا، اللهم احقن دماءنا، اللهم احقن دماءنا وصن أعراضنا وأموالنا، اللهم احقن دماءنا وصن أعراضنا وأموالنا. اللهم عليك بالمفسدين، اللهم عليك بالمفسدين، اللهم عليك بالمفسدين. اللهم وفق ولاة الأمور للالتزام بشرعك وعدم مخالفتك، اللهم وفقهم لتحقيق العدل وللالتزام بشرعك وعدم مخالفته، اللهم وفقهم لتحقيق العدل وللالتزام بشرعك ودينك، اللهم من كاد لنا فكِده، اللهم من كاد لنا فكِده، اللهم من كاد لنا فكِده. اللهم لا تمكّن أعداءنا منا أبدًا يا رب العالمين، اللهم إنهم يكيدون كيدًا وأنت تكيد كيدًا، ولن يهزم كيد كيدك أبدًا يا ربنا. اللهم لا تمكّن لأعدائنا فينا أبدًا، ولا تنفذ لهم فينا كيدًا ولا خطة يا أرحم الراحمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
لتحميل هذا التفريغ منسقا وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا
للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا
|