تحذير المسلمين من خطورة المندسين أحفاد السبئيين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإنني في هذا اليوم -الجمعة، السادس والعشرين من شعبان، عام أربع وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة- ألقيتُ خطبة، تكلمت فيها على الأحداث الأخيرة بما يسر الله -عز وجل-، وقد نُسِّيت أن أنبه فيها على أمر في غاية الأهمية، وهو: خطورة المندسِّين بين الصفوف، الذين يؤجِّجون نيران الفتن، ويسعون بين المسلمين بالاقتتال وغيره من الشر.
وهؤلاء -في الأصل- أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، مؤسس الرافضة الزنادقة، وقد كان له -بهذه الطريقة- أكبر الأثر في الاقتتال الذي وقع بين الصحابة في وقعة الجمل؛ إذ اندس أتباعه بين الصفوف، وبدءوا الهجوم والقتال، فكان كل فريق يظن أن الفريق الآخر هو الذي يهاجمه، فقامت الحرب، وكان ما كان.
وما أشبه اليوم بالبارحة! فكثير من الشيعة الرافضة موجودون في بلادنا، ومعهم كثير من أعداء الإسلام وعملاء الكفار، الساعين لتنفيذ مخططاتهم في القضاء على الإسلام وأهله، فلا نأمن أن يقوموا بما قام بهم أجدادهم السبئية من قبل، فتنتحل طائفة منهم صورة الجيِش، ويضربون الإسلاميين، فيظنون أن الجيش هو الذي ضربهم، وتنتحل طائفة صورة الإسلاميين، ويضربون الجيش، فيظن أن الإسلاميين هم الذين يضربون، وقد تتسع هذه العمليات بين عموم المسلمين في صورة أعمال إرهابية إجرامية، على غرار ما وقع في الجزائر.
فأنا أنبه جميع المسلمين على هذا الخطر العظيم، الذي يؤدي إلى فساد كبير، وشر مستطير؛ وإن كنت لا أنكر ما عند بعض الإسلاميين من التطرف؛ ولكن يجب الانتباه إلى خطورة الأعداء، وكيدهم، وسعيهم لإحداث الفتنة بين المسلمين.
فليحذر المسلمون جميعًا، ولو قُدِّر أن أحدا قام بعمل إرهابي بين الناس، وتمكنوا من القبض عليه؛ فالواجب أن يسلموه إلى الشرطة والجهات المسئولة؛ لتكشف عن هويته، وتعامله بما يستحق.
وأرجو من جميع من يصله هذا الكلام أن يبادر بنشره بين من يقدر عليه من المسلمين.
نسأل الله أن يكشف الغمة، ويرفع الفتنة، ويكبت الأعداء، ويهيئ لأمتنا أمر رشد وفلاح؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
قاله بلسانه
العبد الفقير إلى الله
أبو حازم محمد بن حسني القاهري
عفا الله عنه
لتحميل المقالة بصيغة بي دي أف، اضغط هنا
للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا
|