* الرسالة الأخيرة: أوجهها إلى السلفيين المستقيمين -لا إلى السلفيين المتحزبين-، أوجهها إلى أهل السنة الخلص الحقيقيين.
يا أهل السنة -شيوخا وشبابا وطلابا، كبارا وصغارا-! إنكم في امتحان شديد، في امتحان استخلاف وتمكين، وقد مكَّن الله -سبحانه وتعالى- لكم شرعا وواقعا، وإن كان هناك ابتلاء نعايشه؛ ولكنه سيمر -بإذن الله-، وما هي إلا أيام - وإن طالت - حتى يقع التمييز الأكمل الأتم.
فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، ولا تلتفوا لسخرية الناس منكم، لا تلتفتوا إلى مؤاخذتكم بذنوب غيركم؛ فإن هذا ابتلاء لا بد منه، ولا يمكَّن الرجل حتى يبتلى، وإنكم أتباع الأنبياء، فلا بد أن يصيبكم ما أصابهم، لا بد أن تُبْتَلَوْا كما ابْتُلُوا.
فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، وعليكم بدعوة الناس بأعمالكم قبل أقوالكم؛ فإن المخالفين ما سقطوا إلا من جهة الفصام بين القول والعمل.
فادعوا الناس - يا أهل السنة - بأخلاقكم، وأعمالكم، وحسن تمسككم بدينكم؛ ادعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وإن جادلكم أحد؛ فجادلوه بالتي هي أحسن، وانشروا السكينة والأمان بين المسلمين، ومن كلمكم في شيء من حزبية أو طائفية؛ فبيِّنوا له، وانصحوه، وقولوا له: ليست أصابع يدك متشابهة؛ هكذا ينتشر الخير ويعُمُّ، ويعرف الناس الحق، ويميزونه عن الباطل.
إياكم -يا أهل السنة- أن تكذبوا، أو تتلونوا، أو تخالفوا الحق -وأنتم تعلمون-.
إياكم -يا أهل السنة- أن تتعصبوا أو تتحزبوا، فتقعوا فيما وقع فيه المخالفون، فتهلكوا كما هلكوا.
والله -تبارك وتعالى- لا يحابي أحدا، ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].
فإياكم والحزبية، وإياكم والطائفية، وإياكم والتعصب لأحد دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
مشايخنا بشر، يخطئون ويصيبون، يعلمون ويجهلون، يوافقون الحق في أشياء، ويخالفونه في أشياء -لغير عمد إن شاء الله-؛ فاقبلوا الحق والدليل، ومن أتاكم بخطأ شيخكم؛ فاشكروه، وارجعوا للحق.
بهذه الطريقة تقوم لنا القائمة، ويمكن الله -عز وجل- لنا، وإلا؛ فلَنُسْتَبْدَلَنَّ كما استُبدل المخالفون.
إنها محنة ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، إنها محنة لك، بثباتك، وصبرك، واستقامتك على الحق، وبُعْدك عن الباطل؛ فلئن نجحت -بتوفيق الله تعالى-؛ فلتكوننَّ العاقبة لك -كبيرا كنت أو صغيرا-، وإن كانت الأخرى - عياذا بالله -؛ فالله المستعان.
للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا