* يقول الأخ أحمد إيهاب:
سمعتُ - غيرَ مرة - بعض مشايخ السلفية الحقة يذكرون قول : «من لم يهتم بأمر المسلمين؛ فليس منهم»، وهم في هذه المقولة بين مصحِّح لمعناها وبين مضعِّف لسندها؛ فما الصواب - أثابكم الله - ؟
* قال أبو حازم -عفا الله عنه-:
هذا الحديث واهٍ، لا يصح شيء من طرقه، ولا يصلح منها شيء للتقوية -كما فصَّله العلامة الألباني -رحمه الله- في «الضعيفة»-.
وقد سمعتُ بعض المشايخ يذكر له توجيها حسنا -بتقدير ثبوته-، وهو: أن أول ما يدخل في «أمر المسلمين»: دينهم، وقد أُطلق الأمر وأُريدَ به الدين في نصوص متعددة؛ كحديث: «من أحدث في أمرنا هذا»، وحديث: «إن الله يحدث من أمره ما يشاء».
وعليه؛ فمن قَصَر اهتمامه بأمر المسلمين على مجرد ما يقع لهم من قهر واستضعاف، وأعرض عن دينهم، فلم يتعلمه، وأحدث فيه ما ليس منه؛ فهو أول من يدخل في الزجر الوارد في هذا الحديث.
وأيضا: فإن اهتمامنا بأمر المسلمين -من جهة القهر والاستضعاف- لا يدفعنا إلى مخالفة قواعد الشرع؛ كما يصنع أهل البدع الآن، من خوضهم في مسائل الجهاد ونحوه -بغير علم-، وكما يصنعون من المظاهرات وأخواتها، وغير ذلك من الجهالات. |