* يقول الأخ أبو همام أحمد إيهاب:
ما هُوَ مَذْهَبُ الْإِمَامِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فِي صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ ؟
* قال أبو حازم -سدده الله-:
الذي نص عليه الإمام -رحمه الله- في «الموطأ»: كراهة صيام هذه الأيام؛ لسببين:
أحدهما: أنه لم ير أحدا من أهل القدوة بالمدينة يصومها.
والثاني: خشية أن تظن هذه الأيام من جملة الصيام المفروض بعد رمضان.
وليس هذا مذهب مالك وحده؛ بل هو مذهب أبي حنيفة، وبعض التابعين.
والراجح: قول الجمهور باستحباب صيام هذه الأيام؛ لثبوت الحديث فيها -كما هو معلوم-، وأُجيب عما ذكره مالك -رحمه الله- كما يلي:
أما السبب الأول؛ فلا يُحتج بفعل أحد من الناس أو تركه في مقابل النص، ولعلهم لم يبلغهم النص، أو تركوا صيام هذه الأيام لبيان عدم وجوبه.
وأما السبب الثاني؛ فمعلوم مبالغة مالك -رحمه الله- في الاحتياط وسد الذرائع، ومراعاة هذه الأمور تقدر بقدرها؛ فغاية الأمر: أن يُترك صيام هذه الأيام أحيانا؛ لدفع المفسدة المذكورة، وأما الترك المطلق؛ فلا.
وقد قال ابن عبد البر، وغيره من علماء المالكية: إن صيام الست لو خلا عن المفسدة المذكورة؛ فإن الإمام -رحمه الله- لا يكرهه. |