* يقول الأخ هاشم الجزائري:
أرجو منكم توجيهي إلى ما ينفعني في باب الدعوة إلى الله, وذلك أني طالب علم تخرجت من جامعة إسلامية في الجزائر، ثم رحلت في طلب العلم إلى بلد اليمن، فأفدت في علوم الآلة وفي العقيدة والفقه ما كتب الله لي، ورجعت هذه الأيام إلى بلدتي، فإذا المخالفات تملأ حياة الناس حتى المنسوبين إلى الاستقامة، مع الخلافات الواسعة بينهم بسبب بعض أهل الأهواء -كالحلبي، والحجوري، والحويني، وغيرهم-؛ فكيف أبدأ؟ وماذا أصنع في مثل هذا الواقع؟ أرجو التوجيه.
* قال أبو حازم -عفا الله عنه-:
أسأل الله أن يوفق الأخ الكريم، ويسدده، وينفع به.
وعليه أن يبدأ دعوته بالتوحيد؛ فإنه أصل الأمر، وفاتحة دعوة الأنبياء، وأول واجب على العباد؛ فليهتم بتقريره وتوضيح مسائله، مع الاهتمام أيضا -ولا بد- بالدعوة إلى السنة، والتحذير من البدع وأهلها، وتوضيح الأحكام الفقهية التي يحتاج إليها الناس.
وأوصيه بلزوم الرفق، والحكمة، والموعظة الحسنة، والإعراض عن الجدال والمراء؛ فإن اضطر إلى شيء منه؛ فليكن بالتي هي أحسن.
ومن الحكمة اللازمة: البدء بصغار العلم قبل كباره، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم، والتفريق -في عرض المادة العلمية- بين العوام وطلبة العلم، والاعتناء بالشباب الذي يُرجَى منه الخير والنجابة.
وأنصح بعدم الإسهاب في التحذير من المخالفين -في هذه المرحلة-، فيُكتفَى بالتحذير المجمل، والإحالة على كلام العلماء، مع صرف الهمة إلى تأصيل المنهج؛ فإن هذا هو الذي سيعين على فهم الكلام في الرجال، وتمييز المستقيم منهم عن المنحرف.
والله ولي التوفيق. |