الدرس الثاني والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الثالث والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الرابع والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس الخامس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السادس والعشرون - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو الدرس السابع والعشرون، وهو الأخير - شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو حرمة أكل المال بالباطل - خطب عامة الحياء 1446 - خطب عامة لغة القرآن والحفاظ على الهوية - خطب عامة صناعة العقول بين الاستقامة والانحراف - خطب عامة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :567326
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

عاجل جدا لكل من يريد الخوض في الانتخابات

المقال
عاجل جدا لكل من يريد الخوض في الانتخابات
4654 زائر
15/06/2012
أبو حازم القاهري السلفي

إن في ذلك لآية!! فهل من مدَّكر؟!!

عاجل جدا

لكل من يريد الخوض في الانتخابات

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين -كالمبتدعة والمشركين-، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، هو الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فقد قال التابعي الجليل الحسن البصري -رحمه الله-: «إن الفتنة إذا أقبلت؛ عرفها كل عالم، وإذا أدبرت؛ عرفها كل أحد».

ما أعظم هذا الأثر! وما أعمق معناه! وما كان أَحْوَجَنا إلى استحضاره وتدبُّره -عند حلول الفتن-!!

هكذا قلت لنفسي، عندما تلقيت بالأمس نبأ حَلِّ المجلس النيابي (البرلمان)!!!

ذاك المجلس، الذي تهافت على الدخول فيه أدعياء الدين والسنة، وبذلوا في سبيله كل غالٍ ونفيس، فضيَّعوا دينهم، وتنازلوا عن ثوابتهم، وميَّعوا قضيتهم، وشتَّتوا أتباعهم!!!

فعلوا ذلك -كلَّه- بزعم إقامة الدين، وتطبيق الشريعة، وتحكيم الكتاب والسنة!!!

ولما وصلوا إلى «مجلسهم»؛ ظنوا أنهم قد آوَوْا إلى ركن شديد، وتمسكوا بعروة وُثْقَى؛ فأَسْكَرَتْهُم النشوة، وأَعْمَتْهم الفرحة، وغرَّتهم الأمانيُّ؛ حتى قال قائلهم: «ليست هناك سلطة تملك حلَّ البرلمان»!!!

فكان ماذا؟!!

لم يزالوا يتلقون الضربات، والتشنيعات، والتشغيبات؛ ولم تزل تحيق بهم الفتن، وتَتَكَفَّؤُهم المحن؛ ولم يزالوا يتعرضون للضغوط، ويقدمون التنازلات والترخُّصات؛ حتى أُتُوا من مأمنهم، وحلت بهم القارعة -من حيث لم يحتسبوا-، فحُلَّ مجلسهم، وفُضَّ جمعهم، ونُسفت أحلامهم وأمانيُّهم، فعادت هشيما تذروه الرياح، وكان الله على كل شيء مقتدرا.

فيا حسرةً عليهم وعلى دينهم!! ما أغنى عنهم جمعهم، وما كانوا يستكبرون؟!! أهؤلاء الذين أقسموا بالله -جَهْدَ أيمانهم- إنهم لناجون مفلحون؟!! حبط سعيهم، فأصبحوا خاسرين!!!

فإلى كل من ينوي الخوض في الانتخابات المقبلة؛ أقول:

إن في ذلك لآيةً لأولى النُّهَى والأبصار؛ فهل من مُدَّكر؟!!

لقد تكلم أهل السنة -علماءَ وطلاباً- في الانتخابات، وبيَّنوا مخالفتها للشرع، وأَبْدَوْا وأعادوا، وغلَّظوا وشدَّدوا، وردُّوا الشبهات والتأويلات -ومنها: اختيار الأصلح، وتقليل الشر-، وأوضحوا أن هذه الطرائق بائرة كاسدة، تضر ولا تنفع؛ فهل من مدَّكر؟!!

لقد رأى الجميع عاقبة الانتخابات النيابية (البرلمانية)؛ فهل من مدَّكر؟!!

يا من تريدون لـ«التيار المتديِّن»([1]) أن يصل إلى سُدَّة الحكم والسلطان؛ قد رأيتم عاقبة وصوله إلى سُدَّة النيابة و(البرلمان)؛ فهل من مدَّكر؟!!

إن جميع ما حدث لكم في تجربتكم «البرلمانية» يدل على أنكم غير مرغوبٍ فيكم!! وعلى أن تطبيق ما تدعون إليه ضربٌ من المحال؛ فهل من مدَّكر؟!!

فإن قلتم: منصب الحكم يختلف؛ إذ الحاكم لا يعزله أحد.

قلنا: خلَّطتم وهوَّستم!! وأين ذهبت القوة التي عزلت الحاكم السابق؟!!! أَفَأَمِنْتم جانبها -وقد أُتيتم في (برلمانكم) من مأمنكم-؟!!! لاسيما وأن الحملة قد صارت عليكم الآن في أشُدِّها، وكرهكم قطاع عريض من الناس -بظلمكم وضلالكم وتلوُّنكم-، وندموا على اختيارهم إياكم في (البرلمان)؛ بل نَفَروا عن «التديُّن» -جملة-، وأبغضوا أهله -جملة-؛ وكل هذا واقع مشاهد -ولكنكم لا تبصرون!!!-؛ فضلا عن التوجُّهات السياسية العالمية، وضغوطها وتحكُّماتها -وقد جرَّبتم بأنفسكم!!!-؛ إلى غير ذلك من العوائق والموانع، التي حذر منها أهل السنة والبصيرة، فتحقق كلامهم -إذ كان موافقا حقا لشرع ربهم-؛ فيا لله!!! ما أشد غروركم! وما أقبح غباءكم! وما أَسْمَج حماقتكم!!

اتقوا الله! وتوبوا إليه! واعقلوا حقيقة المنهج الشرعي في التغيير والإصلاح! ولا تضموا إلى فشلكم فشلاً آخر، ولا إلى فتنتكم فتنةً أخرى! وكونوا -ولو مرة!!- من أولى الألباب والنُّهى -إن لم تكونوا من أهل السنة والاتباع-!!

كفى -واللهِ- بهذا الوجه زاجرا لمن يريد الخوض في الانتخابات، وإلا؛ فما يريهم أهل السنة من آية إلا هي أكبر من أختها؛ ولكن الهوى يُعمي ويُصم، ومن يضلل الله؛ فما له من هاد.

اللهم إنا نسألك -بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى- أن تجنِّبنا الفتن -ما ظهر منها وما بطن-، وألا تولي علينا من يفتننا، وألا تجازينا بعصياننا وتفريطنا؛ إنك ولينا ومولانا، وأنت حسبنا، ونِعْمَ الوكيل.

كتبه

أبو حازم القاهري السلفي

الجمعة 25/رجب/1433



([1]) ولا يقال: «الإسلامي»؛ فهذا التعبير يوهم أن من لا يُنسب إلى هذا «التيار» خارج عن الإسلام.

   طباعة 
0 صوت