الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فقد تواردت الأسئلة عن حكم الاستجابة لما دعا إليه وزير الدفاع المصري، من الاحتشاد والتظاهر في الميادين؛ دعمًا لمواجهة الإرهاب.
والجواب: أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والغاية لا تبرر الوسيلة، وقد تقرر -لدى صغار السلفيين- أن المظاهرات وأخواتها حرام، لا يقرها الإسلام؛ فلا يجوز فعلها -إذن- لدعوة أحد أو إذن أحد -وإن كان السلطان، وإن كان لأمر مشروع-، وما أكثر ما نذكر عبارة الشيخ الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-: «المظاهرات حرام؛ سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن»؛ والتظاهر المدعوُّ إليه -في الظروف الحالية خاصة- تحتف به مخاطر عظيمة، وقد يؤدي إلى ما لا تُحمَد عقباه؛ نسأل الله السلامة والعافية.
ولْيُستحضَر -في هذا المقام- ما سلف شرحه في الحلقة الثالثة من «بصائر في الفتن الأخيرة» من الفرق بين «الخوارج» و«البغاة»؛ فإنه من الأهمية بمكان.
نسأل الله أن يطهِّر البلاد من رجس الخوارج -وغيرهم من دعاة الفتن-، وأن يهدي ولاة الأمور ويصلحهم، ويوفقهم للتمييز بين الخوارج وغيرهم، ويحفظ أهل السنة ودعوة الحق؛ إنه حسبنا، ونعم الوكيل. |