* يقول السائل:
أعلنت الجبهة السلفية أنها ستقوم غدًا الجمعة (28 نوفمبر) بمظاهرات سلمية مع رفع المصاحف ؛ فما الموقف الصحيح من هذا الفعل ؟ وهل لرفع المصاحف أصلٌ ؟ وما الجواب عمن يستدل برفع بعض الصحابة للمصاحف ؟
* الجواب:
من المقرر لدى جميع السلفيين: تحريم المظاهرات -بكافة صورها-، ورفع المصاحف فيها مما يزيد في الفتن والشر؛ لأن فاعل ذلك إنما يريد حماية نفسه ومظاهراته من السلطات، ومعلوم أن السلطات لا تسمح بالمظاهرات، فإذا أقدمت على منعها بالقوة؛ فربما أدى ذلك -في الصورة المسئول عنها- إلى إهانة المصحف، فكان رافعه متسبِّبا في ذلك -ولا شك-، فضلا عن استغلال ذلك في تهييج العامة على السلطات، وزيادة الفتن -والعياذ بالله-.
وأما ما ورد من رفع المصاحف قديما؛ فإنما كان ذلك في قتال صِفِّين، ومعلوم أنه كان قتال فتنة، وأن الصواب كان في تركه؛ فكيف يجوز الاستدلال بأمر كان -من أصله- خطأ؟!
وأيضا: فإن الذين رفعوا المصاحف إنما أرادوا تحكيم القرآن في تلك المنازعة، مما أدى إلى واقعة التحكيم المعروفة؛ فهل هذا هو ما يريده القوم الآن؟!
وأيضا: فإن رفع المصاحف في تلك الوقعة كان بمأمن من إهانتها، بخلاف ما يُخشَى الآن.
ونسأل الله أن يكشف الفتن عن بلاد الإسلام، وأن يهدي المسلمين إلى ما فيه صلاحهم. |