التحذير من محمود زغلول
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فقد خاطبني بعض الإخوة السلفيين -من محافظة الفَيُّوم- في داعية عندهم، يقال له: محمود زغلول، وذكروا من شهرته وأثره وكثرة أتباعه، وطلبوا مني كلمة في بيان حاله، فاستجبتُ - مستعينا بالله تعالى-، لاسيما مع ما رأيته من ظهور أمر الرجل، بما لا يستوجب أن يكون الكلام فيه من قِبَل أحد من العلماء.
ولما اطلعتُ على بعض مذهب الرجل -من خلال ما أرسله إليَّ الإخوة-؛ تذكرت ما خرَّجه الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة «صحيحه»: أن حماد بن زيد -رحمه الله- قال لرجل بعد ما جلس مهدي بن هلال -وهو أحد المبتدعة الوضَّاعين-: «ما هذه العين المالحة التي نبعت قِبَلكم؟»، فقال: «نعم، يا أبا إسماعيل».
وذلك أن طريقة المسئول عنه وسَمْتَه -ابتداء- على غير ما يعرفه العلماء، فخطابه الدعويُّ خطاب عاميّ سوقيّ، لا يتورع الرجل فيه حتى عن البذاءة والفُحش؛ فمثله -إذن- لا يستأهل أن يُؤخذ منه العلم والدين -ابتداء-.
وأما عقيدته ومنهجه؛ فالرجل يُعرف بأخدانه -كما استفاض عن السلف-، فيكفي أن تعرف أن الرجل تلميذ لعبد الرحمن بن عبد الخالق، الذي اتفق أئمة العصر على ذمِّه وتضليله، كما اشترك الرجل في محاضرة مع فوزي السعيد، القطبي التكفيري المشهور.
هذا فضلا عن تقرير الرجل لكثير من أصول القوم ومسائلهم؛ فكلامه ناضحٌ بإكفار الرئيس السابق، وغيره من رجال الدولة السابقين! وهو القائل في أهل الإعلام -من أصحاب الجرائد وغيرهم-: إنهم أتباع ابن سبأ وابن سلول، وإنهم متظاهرون بالإسلام! وهو القائل في فتنة الخروج والثورات: إنها كالفتح الإسلامي! وإن الحال قبلها كالحال في الجاهلية الأولى! وهو القائل في انتشار أماكن الخمور والزنا: إن ذلك استحلال لها! وهو القائل في الخلاف بين الجماعات والأحزاب المعاصرة: إنه كالخلاف بين المذاهب الأربعة! إلى غير ذلك من الضلالات الظاهرة، مما المقصودُ هنا مجرد الإشارة إليه، ولتتبُّعِه مواطن أخرى -بفضل الله-، في سياق الردود على أسياده ومخدوميه من شيوخ الضلالة وأئمة الغواية، وهي معروفة ذائعة -لمن طلبها-.
وعليه؛ فالرجل قطبي محترق، وتكفيري بغيض، يجب الحذر منه، وتتحتم مجانبته.
وقانا الله الفتن والأهواء وأهلها، وثبَّتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو حازم القاهري السلفي
الخميس 27/رجب/1434
لتحميل المقالة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا
للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا
|