نوصي إخواننا وأبناءنا في تلك البلاد -في بلاد مصر- أن يتقوا الله -جل وعلا- في سرهم وعلانيتهم، وأن يراقبوه في أقوالهم وأفعالهم، قال الإمام ابن رجب -رحمه الله- كما في «جامع العلوم والحكم»: «من عامل الله بالتقوى في حال رخائه؛ عامله الله باللطف في حال شدته»، فيجب على الناس هناك، وطلاب العلم -خصوصا-: أن يتقوا الله - كما قلت- في السر والعلانية، وأن يراقبوه في القول والفعل، ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]، فيجب على الناس أن يتقوا الله -جل وعلا-، وأن يشتغلوا بطلب العلم السلفي السني المنجي، وأن يدعوا الناس إلى هذا بأقوالهم وأفعالهم، ولا زالت الأعمال عيارا على الأقوال -كما قال ابن باديس -رحمه الله-، فكثير من الناس دخلوا الإسلام بالأفعال قبل الأقوال، رأوا الخلق الحسن على الهدي النبوي، سألوا، قالوا: هذا الإسلام، فدخلوا فيه، ولا شك أن غياب العلم السني؛ لماذا أقول عنه العلم السني المنجي؟ لأن كثيرا يدعي وصلا بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاك، فكل يدعي أنه على العلم، أي علم؟ العلم الثوري؟ أو العلم البدعي؟ أو العلم السوفسطائي؟ ليس علما هذا، ولو ادعوا أنه علم؛ لكنه علم غير منجي؛ كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- لما تكلم عن أعلى الهمم وأخسها، قال: «أعلى الهمم في طلب العلم: طلب علم الكتاب والسنة، والفهم عن الله وعن رسوله نفس المراد، وعلم حدود المنزَّل»؛ تقف، تتعلم، وتبحث عن المراد -مراد الله، ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام-، وهذا يقتضي منك لزوما أن تتبع منهج السلف وفهمهم؛ إذ هو المبيِّن، قال: «وعلم حدود المنزل»، إن علمت؛ فلا تتجاوز؛ لأنك إن تجاوزت اعتديت، ﴿وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق: 1]، ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا﴾ [البقرة: 229]، قال: «وأخس همم طلاب العلم: من قصر همته على تتبع شواذ المسائل، وما لم يقع، ولا هو واقع، ومعرفة أقوال الناس واختلافهم -دون معرفة الصحيح منها-، وقلَّ أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه»؛ لأن هؤلاء -وإن كانوا أظهروا التعلم والعلم- لكن علمهم غير منجي، ولهذا قال الإمام الحسن البصري -كما عند ابن أبي شيبة- قال: «علم المؤمن في عمله، وعلم المنافق في لسانه»؛ نسأل الله العافية والسلامة، فنسأل الله أن يهيئ لإخواننا في تلك البلاد أمرا رشدا، وأن يحقن دماءهم، وأن يزيل هذه الفتنة التي نزلت بهم، وأن يصون أعراضهم وأموالهم وعقولهم، وأديانهم قبل ذلك، إنه جواد كريم، وصلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
للاستماع للمادة الصوتية أو تحميلها، اضغط هنا
|