التحذير من الخروج"/>
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :542154
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

التحذير من الخروج على الحاكم المصري

المقال
التحذير من الخروج على الحاكم المصري
3909 زائر
08/06/2013
أبو حازم القاهري السلفي

التحذير من الخروج على الحاكم المصري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وبعدُ - إخوة الإسلام-؛ فإننا نذكر في مقامنا هذا نصيحة، بشأن ما يُدعى إليه في هذه الأيام: من الخروج على حاكم البلاد وخلعه.

والحق أنه ليس في كلامي جديد، فكل هذا الذي يحدث قد ذكرناه، وحذرنا منه، ونبهنا على خطورته -قبل تولّي الرئيس للحكم-، وذكرنا ما يتعلق بهدف أعداء الإسلام والمسلمين: من بث الفوضى والاختلافات، والقضاء على الدين وأهله في هذا البلد وغيره.

فكل هذا الذي يحدث ليس بجديد، وليس بمستغرب -عند من عقل الأمر من بدايته، وتصوّره على حقيقته-.

ولن أطيل في الكلام، ولن أفيض في مناقشة ما يُدعَى إليه في هذه الأيام؛ ولكنني أذكركم بشيء واحد فقط، وهو ما دعونا إليه -مرارًا وتكرارًا-، وذكرناه في شأن هذه الدعوة المباركة: دعوة أهل السنة والجماعة، أهل الحق والهدى والصواب.

وهذا الشيء - إخوة الإسلام- من أصول الديانة، وهو: ربط ما يحدث للناس بتقصيرهم وغفلتهم وعصيانهم، لا بأحد من الحكام.

يقول الله -عز وجل-: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30] ، ويقول تعالى:﴿ ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، ويقول تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[آل عمران: 165]، وفي شأن الولاية خصوصًا يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129].

فهذه قاعدة الشريعة: الربط بين ما يحدث للناس من البلاء والوباء ونحو ذلك، بغفلتهم وتقصيرهم وعصيانهم؛ وعلى هذا انبنى ما هو مقرر في الشريعة من النهي عن الخروج على الحكام؛ لأن البلاء أصلاً ليس من جهتهم، وإنما هو من جهة الناس، فالشريعة عندما تنهى عن الخروج، وتأمر بالصبر على جور الحكام؛ فليست تدّعي فيهم قداسة ولا عصمة، وليست تخوّل لهم أن يفعلوا ما يريدون، وليست تأمر بالسكوت عن المنكرات وتفشيها وإقرارها؛ وإنما الله - تبارك وتعالى- ينبّهنا إلى حقيقة الداء وموطنه وأصله.

حقيقة الداء وموطنه وأصله: عندنا نحن، لو أننا كنا صالحين؛ لولّى علينا الله من يصلح، لو أننا كنا أبرارًا؛ لولّى الله علينا برًّا، لو أننا كنا مستقيمين؛ لولّى الله علينا مستقيمًا، فإذا كان الأمر على الضد من ذلك؛ فلا ينبغي أن نغفل عن موطن الداء الحقيقي.

وأنا سأسلّم لك: أنت تريد أن تخرج على الحاكم؟! طيب، وماذا بعد؟! من تتصور أن يأتي من بعده؟! أتتصور أن يأتي من بعده عمر بن الخطاب، أو عمر بن عبد العزيز؟! أتتصوّر أن يأتي من بعده من يصلح، ونحن في أنفسنا فاسدون؟!

ورضي الله عن عبد الله بن عمر -وقد ذكرنا مقالته في أوائل الفتن-؛ لما قال لعثمان - رضي الله عنه- وقد اجتمع المجرمون على خلعه: «لا أرى لك أن تخلع قميصًا قمّصكه الله، فتكون سنة، كلما كره أناس إمامهم؛ قتلوه»، وأقول: أو خلعوه!!

هذا هو ما يحدث الآن: فلان لا يعجبه الحاكم، فيُخلع! والآخر لا يعجبه الثاني، فيُخلع! والثالث لا يعجبه الثالث، فيُخلع!

وأنا أقول كلمة أخرى: أليس هذا الذي تولّى علينا إنما تولّى علينا باختيارنا وإرادتنا، وتلك الانتخابات الفاشلة الديمقراطية الخائبة التي خضنا فيها؟! فلماذا لا نرضى الآن؟!

هذا -كما تقول العامة-: «لعب عيال»!! من «لعب العيال»: أنني أخوض في أمر معيّن، ثم لا أتحمل نتيجته.

علينا أن نتحمّل ونصبر، نحن الذي أتينا بهذا الرجل، فلا بد أن نتحمل هذا.

ومعاذ الله أن نقول مثل هذا في «مبارك»، ولا نقوله في «مرسي»! لو أنني لم أقل هذا الآن؛ لوجب عليكم أن تتهموني، وتظنوا فيّ الهوى والميل؛ ولكننا - بحمد الله تعالى- لا نحكّم الهوى أبدا في دعوتنا ولا في ديننا؛ فالأمر دين، ولسنا من المتناقضين المتهوّكين، لسنا من أصحاب اللِّحَى، الذين كانوا في الانتخابات يحشدون الحشود لنصرة هذا الرئيس، ثم هم الآن الذين يفتون بالخروج عليه!! وهم الآن الذين يقولون بأنه ولي غير شرعي!! فالله المستعان.

فإلى متى نترك أنفسنا لأمثال هؤلاء، يلعبون بنا كما تلعب الصبيان بالكرة؟! لو بقي الأمر على هذه الشاكلة؛ ستضيع البلاد.

فلا بد من الصبر والتحمل، ولا بد أن نعيَ ما يعلمنا إياه ربنا -سبحانه وتعالى-: الخلل عندنا -يا إخوة-، أنا مقصر وصاحب ذنوب، وأنت كذلك، والثالث كذلك، والعاشر كذلك؛ فلا بد أن يتولى علينا من هو من جنس أعمالنا: «من أعمالكم سُلط عليكم»، «كما تكونون يولّى عليكم»؛ فإذا أردنا أن يرتفع ما بنا، فعلينا أن نصلح أنفسنا.

ويأتي شخص فيقول: يا رجل، ألستَ أنت الذي تحذر من الرافضة؟!

فأقول: بلى، وأنتم لا تعرفون خطورة الرافضة، وما أذكره لكم: قليل من كثير، غيض من فيض، وقد قلتها لكم من قبل: لو تمكّن هؤلاء بالذات من البلاد؛ سنصير كالعراق -من غير شك-؛ ولكنني صاحب منهج ودين، لا أحكِّم العاطفة في دين الله -عز وجل-، لو أن الرافضة تمكّنوا - عياذًا بالله تعالى -؛ أفليس تمكينهم من جنس أعمالنا؟! لا بد أن نعود إلى القاعدة التي أرستها الشريعة: أليس هذا يعود إلينا؟! أليس يعود إلى تقصيرنا وتفريطنا؟!

ولهذا كانت دعوة أهل السنة والجماعة قائمة على التبصير والبيان والإرشاد؛ لما وقع ما وقع من شأن الرافضة، هل قلتُ لكم: اخرجوا على حاكمكم؟! أم ماذا فعلت؟! بيَّنتُ وحذَّرتُ وبصَّرتُ؛ لأن دعوة الحق هكذا تكون، وهذا أمر عقلي ومفيد -لمن تصوّره وعقله-، فإنك إذا وعيت خطورة الرافضة؛ فهل يؤثر عليك شيء من كلامهم؟! هل تغتر بشيء من باطلهم؟! فدعوة أهل الحق تخاطب القلوب والنفوس والعقول، ولو أننا أصلحنا أنفسنا، وصار عندنا من العلم والاعتصام بالله -عز وجل- ما يحمينا من الأخطار والمفاسد؛ فلن يتمكّن منّا شيء منها أبدًا، مهما تولّى علينا من الظالمين والمفسدين، ومهما انتشر في بلادنا من المنكرات والضلالات؛ فإننا لن نتأثر أبدًا -ما دمنا مصلحين لأنفسنا-.

وإذا أصلحنا أنفسنا؛ فلا بد أن يصلح الله وَالِيَنا، هذا وعد الله -عز وجل-، ليس كلامي أنا.

كيف تتصور أن يكون الحاكم صالحًا والرعية مفسدين؟! كيف تتصور هذا؟! وكيف تعقله؟! هذا منافٍ لحكمة الله - سبحانه وتعالى-، فحكمة الله -عز وجل- تقتضي أن تكون القاعدة نظيفة مستقيمة، حتى تكون القمة كذلك.

فلنصلح أنفسنا - عباد الله-، ولنصلح قلوبنا، ولنتُبْ إلى الله -سبحانه وتعالى-، ولنسألْه أن يعفو عنا ويكشف ما بنا من ضر؛ هذا هو السبيل الوحيد.

وأما الخروج اليوم، والخروج غدًا، والخروج بعد غد، والخروج بعد سنة؛ فهذا لن يَحُلَّ شيئًا، ولن يقدّم شيئًا؛ بل لن يأتيَ إلا بالفساد والضرر.

نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء، نسأل الله - تبارك وتعالى- أن يكشف عنّا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرفع عنا كل فساد وضر بمنّه وكرمه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

للتحميل بصيغة بي دي أف، اضغط هنا

للاستماع أو تحميل المادة الصوتية، اضغط هنا

http://www.abohazm.com/cat/articles/AntiRafeda/12.pdf

* الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وبعدُ - إخوة الإسلام-؛ فإننا نذكر في مقامنا هذا نصيحة، بشأن ما يُدعى إليه في هذه الأيام: من الخروج على حاكم البلاد وخلعه.

والحق أنه ليس في كلامي جديد، فكل هذا الذي يحدث قد ذكرناه، وحذرنا منه، ونبهنا على خطورته -قبل تولّي الرئيس للحكم-، وذكرنا ما يتعلق بهدف أعداء الإسلام والمسلمين: من بث الفوضى والاختلافات، والقضاء على الدين وأهله في هذا البلد وغيره.

فكل هذا الذي يحدث ليس بجديد، وليس بمستغرب -عند من عقل الأمر من بدايته، وتصوّره على حقيقته-.

ولن أطيل في الكلام، ولن أفيض في مناقشة ما يُدعَى إليه في هذه الأيام؛ ولكنني أذكركم بشيء واحد فقط، وهو ما دعونا إليه -مرارًا وتكرارًا-، وذكرناه في شأن هذه الدعوة المباركة: دعوة أهل السنة والجماعة، أهل الحق والهدى والصواب.

وهذا الشيء - إخوة الإسلام- من أصول الديانة، وهو: ربط ما يحدث للناس بتقصيرهم وغفلتهم وعصيانهم، لا بأحد من الحكام.

يقول الله -عز وجل-: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30] ، ويقول تعالى:﴿ ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، ويقول تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[آل عمران: 165]، وفي شأن الولاية خصوصًا يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129].

فهذه قاعدة الشريعة: الربط بين ما يحدث للناس من البلاء والوباء ونحو ذلك، بغفلتهم وتقصيرهم وعصيانهم؛ وعلى هذا انبنى ما هو مقرر في الشريعة من النهي عن الخروج على الحكام؛ لأن البلاء أصلاً ليس من جهتهم، وإنما هو من جهة الناس، فالشريعة عندما تنهى عن الخروج، وتأمر بالصبر على جور الحكام؛ فليست تدّعي فيهم قداسة ولا عصمة، وليست تخوّل لهم أن يفعلوا ما يريدون، وليست تأمر بالسكوت عن المنكرات وتفشيها وإقرارها؛ وإنما الله - تبارك وتعالى- ينبّهنا إلى حقيقة الداء وموطنه وأصله.

حقيقة الداء وموطنه وأصله: عندنا نحن، لو أننا كنا صالحين؛ لولّى علينا الله من يصلح، لو أننا كنا أبرارًا؛ لولّى الله علينا برًّا، لو أننا كنا مستقيمين؛ لولّى الله علينا مستقيمًا، فإذا كان الأمر على الضد من ذلك؛ فلا ينبغي أن نغفل عن موطن الداء الحقيقي.

وأنا سأسلّم لك: أنت تريد أن تخرج على الحاكم؟! طيب، وماذا بعد؟! من تتصور أن يأتي من بعده؟! أتتصور أن يأتي من بعده عمر بن الخطاب، أو عمر بن عبد العزيز؟! أتتصوّر أن يأتي من بعده من يصلح، ونحن في أنفسنا فاسدون؟!

ورضي الله عن عبد الله بن عمر -وقد ذكرنا مقالته في أوائل الفتن-؛ لما قال لعثمان - رضي الله عنه- وقد اجتمع المجرمون على خلعه: «لا أرى لك أن تخلع قميصًا قمّصكه الله، فتكون سنة، كلما كره أناس إمامهم؛ قتلوه»، وأقول: أو خلعوه!!

هذا هو ما يحدث الآن: فلان لا يعجبه الحاكم، فيُخلع! والآخر لا يعجبه الثاني، فيُخلع! والثالث لا يعجبه الثالث، فيُخلع!

وأنا أقول كلمة أخرى: أليس هذا الذي تولّى علينا إنما تولّى علينا باختيارنا وإرادتنا، وتلك الانتخابات الفاشلة الديمقراطية الخائبة التي خضنا فيها؟! فلماذا لا نرضى الآن؟!

هذا -كما تقول العامة-: «لعب عيال»!! من «لعب العيال»: أنني أخوض في أمر معيّن، ثم لا أتحمل نتيجته.

علينا أن نتحمّل ونصبر، نحن الذي أتينا بهذا الرجل، فلا بد أن نتحمل هذا.

ومعاذ الله أن نقول مثل هذا في «مبارك»، ولا نقوله في «مرسي»! لو أنني لم أقل هذا الآن؛ لوجب عليكم أن تتهموني، وتظنوا فيّ الهوى والميل؛ ولكننا - بحمد الله تعالى- لا نحكّم الهوى أبدا في دعوتنا ولا في ديننا؛ فالأمر دين، ولسنا من المتناقضين المتهوّكين، لسنا من أصحاب اللِّحَى، الذين كانوا في الانتخابات يحشدون الحشود لنصرة هذا الرئيس، ثم هم الآن الذين يفتون بالخروج عليه!! وهم الآن الذين يقولون بأنه ولي غير شرعي!! فالله المستعان.

فإلى متى نترك أنفسنا لأمثال هؤلاء، يلعبون بنا كما تلعب الصبيان بالكرة؟! لو بقي الأمر على هذه الشاكلة؛ ستضيع البلاد.

فلا بد من الصبر والتحمل، ولا بد أن نعيَ ما يعلمنا إياه ربنا -سبحانه وتعالى-: الخلل عندنا -يا إخوة-، أنا مقصر وصاحب ذنوب، وأنت كذلك، والثالث كذلك، والعاشر كذلك؛ فلا بد أن يتولى علينا من هو من جنس أعمالنا: «من أعمالكم سُلط عليكم»، «كما تكونون يولّى عليكم»؛ فإذا أردنا أن يرتفع ما بنا، فعلينا أن نصلح أنفسنا.

ويأتي شخص فيقول: يا رجل، ألستَ أنت الذي تحذر من الرافضة؟!

فأقول: بلى، وأنتم لا تعرفون خطورة الرافضة، وما أذكره لكم: قليل من كثير، غيض من فيض، وقد قلتها لكم من قبل: لو تمكّن هؤلاء بالذات من البلاد؛ سنصير كالعراق -من غير شك-؛ ولكنني صاحب منهج ودين، لا أحكِّم العاطفة في دين الله -عز وجل-، لو أن الرافضة تمكّنوا - عياذًا بالله تعالى -؛ أفليس تمكينهم من جنس أعمالنا؟! لا بد أن نعود إلى القاعدة التي أرستها الشريعة: أليس هذا يعود إلينا؟! أليس يعود إلى تقصيرنا وتفريطنا؟!

ولهذا كانت دعوة أهل السنة والجماعة قائمة على التبصير والبيان والإرشاد؛ لما وقع ما وقع من شأن الرافضة، هل قلتُ لكم: اخرجوا على حاكمكم؟! أم ماذا فعلت؟! بيَّنتُ وحذَّرتُ وبصَّرتُ؛ لأن دعوة الحق هكذا تكون، وهذا أمر عقلي ومفيد -لمن تصوّره وعقله-، فإنك إذا وعيت خطورة الرافضة؛ فهل يؤثر عليك شيء من كلامهم؟! هل تغتر بشيء من باطلهم؟! فدعوة أهل الحق تخاطب القلوب والنفوس والعقول، ولو أننا أصلحنا أنفسنا، وصار عندنا من العلم والاعتصام بالله -عز وجل- ما يحمينا من الأخطار والمفاسد؛ فلن يتمكّن منّا شيء منها أبدًا، مهما تولّى علينا من الظالمين والمفسدين، ومهما انتشر في بلادنا من المنكرات والضلالات؛ فإننا لن نتأثر أبدًا -ما دمنا مصلحين لأنفسنا-.

وإذا أصلحنا أنفسنا؛ فلا بد أن يصلح الله وَالِيَنا، هذا وعد الله -عز وجل-، ليس كلامي أنا.

كيف تتصور أن يكون الحاكم صالحًا والرعية مفسدين؟! كيف تتصور هذا؟! وكيف تعقله؟! هذا منافٍ لحكمة الله
- سبحانه وتعالى-، فحكمة الله -عز وجل- تقتضي أن تكون القاعدة نظيفة مستقيمة، حتى تكون القمة كذلك.

فلنصلح أنفسنا - عباد الله-، ولنصلح قلوبنا، ولنتُبْ إلى الله -سبحانه وتعالى-، ولنسألْه أن يعفو عنا ويكشف ما بنا من ضر؛ هذا هو السبيل الوحيد.

وأما الخروج اليوم، والخروج غدًا، والخروج بعد غد، والخروج بعد سنة؛ فهذا لن يَحُلَّ شيئًا، ولن يقدّم شيئًا؛ بل لن يأتيَ إلا بالفساد والضرر.

نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء، نسأل الله - تبارك وتعالى- أن يكشف عنّا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرفع عنا كل فساد وضر بمنّه وكرمه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
   طباعة 
0 صوت