| * يقول الأخ أبو عبد الرحمن أحمد:
يقول أحد الإخوة -بارك الله فيكم- إنه يريد أن يبدأ في طلب العلم؛ فكيف يبدأ؟ ويريد أن توجهوا له بعض النصائح؛ وجزاكم الله خيرا.
* قال أبو حازم -سامحه الله-:
أما من الناحية المسلكية؛ فيجب على الطالب تحقيق الإخلاص والتقوى، ودوام الاستعانة بالله والافتقار إليه، وعلو الهمة، ومجاهدة النفس؛ ويتعين عليه النظر في كتب آداب الطلب؛ كمثل «أخلاق العلماء» للآجري، و«التبيان» للنووي.
وأما من الناحية العلمية؛ فيتعين عليه البدء بصغار العلم قبل كباره، وأنا أذكر برنامجا مقتَرَحا في علمَي العقيدة والحديث:
* فأما العقيدة؛ فمن كتب المتقدمين: «أصول السنة» للإمام أحمد، و«شرح السنة» للإمام المزني، و«شرح السنة»للإمام البربهاري، و«اعتقاد أئمة الحديث» للإمام الإسماعيلي، و«عقيدة السلف» للإمام الصابوني.
ومن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية: «العقيدة الواسطية»، وإن ضَمَّ «الحموية» و«التدمرية»؛ كان خيرا.
ومن كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب: «الأصول الثلاثة»، و«القواعد الأربع»، و«الأصول الستة»، و«فضل الإسلام»، و«نواقض الإسلام»، و«مسائل الجاهلية»؛ ثم ينتقل إلى «كتاب التوحيد»، و«كشف الشبهات».
ويعتني -أيضا- بالفتاوى المنهجية وكتب الردود لعلمائنا المعاصرين.
* وأما الحديث؛ ففي المصطلح: «المنظومة البيقونية» أو «تذكرة ابن الملقِّن»، و«الموقظة» للحافظ الذهبي، و«اختصار علوم الحديث» للحافظ ابن كثير، و«نزهة النظر» للحافظ ابن حجر.
وفي متون الحديث: «الأربعون النووية»، وإن ضَمَّ إليه «رياض الصالحين»؛ كان خيرا.
هذا هو اختياري في العِلْمَيْن المذكورين -بموجَب تفرُّغي لهما-، وأما بقية العلوم؛ فلْيُسأل فيها المعتنون بها؛ رجاء تمام الفائدة.
ولْيعلم الطالب أن الأصل في الطلب: أن يكون في حلقات العلم في المساجد، عند أهل السنة المتمكِّنين، فإن وُجد ذلك؛ تعين لزومه، وإلا؛ فلْيستعن بالشروح المكتوبة أو المسموعة لعلماء أهل السنة وشيوخهم.
وجميع ما تقدم ذكره إنما يمثِّل المرحلة التأهيلية، التي تؤسِّس الطالب -فقط-، وأما التوسُّع والتخصُّص والتأصيل؛ فله شأن آخر، ولا يتصدَّى له إلا من رام التفرُّغ للطلب والدعوة، وما يدخل في ذلك من التدريس والتصنيف ونحوهما.
وإن شاء السائل؛ فليراجع فتوى أخرى على الموقع بشأن الإجازات العلمية وعلاقتها بالتصدُّر. | 
الخـطب 
