الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فهذه أسئلة أرسلها إخواننا من فرنسا، الذين وجهت إليهم محاضرة: "الفرق بين معاملة المبتدع ومعاملة السني الذي يقع في بدعة"، ننشرها مع الجواب عنها؛ رجاء عموم النفع -إن شاء الله-.
* السؤال الأول:
لو تفضلتم بتوضيح مسألة خلق اﻹيمان التي ذكرتموها.
* الجواب:
مسألة خلق الإيمان هي الكلام في الإيمان: هل هو مخلوق أم لا، وأهل السنة لا يطلقون ذلك إثباتا ولا نفيا، فلا يقولون: الإيمان مخلوق أو ليس بمخلوق، مع أهمية استحضار أن ما يدخل من الإيمان في صفات الله وأسمائه -كاسم المؤمن- فليس بمخلوق، وما يدخل في أفعال العباد فهو مخلوق.
* السؤال الثاني:
هل يلزم الرجوع إلى العلماء للحكم على من كان من أهل السنة ثم وقع في بدعة ظاهرة، كمن عرف بالسنة ثم أصبح يقول بجواز الخروج على الحكام، أم كل يستطيع الحكم عليه؟
* الجواب:
في مثل هذه الصورة لا يشترط أن يكون الحكم من العلماء، وهناك فتوى معروفة في ذلك للشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-.
* السؤال الثالث:
ما حال السلف مع من جاء وأعلن إسلامه؟ فهنا في فرنسا حينما يسلم أحد أمام الملأ في المسجد يكبرون ويعانقونه ويهنئونه، فما اﻵداب التي تنبغي في هذه الحالة؟
* الجواب:
أما التهنئة والمعانقة؛ فأرجو ألا يكون بها بأس -إن شاء الله-؛ لحديث كعب بن مالك -رضي الله عنه- لما نزلت توبته، فقام إليه طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- فهنَّئه وعانقه بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* السؤال الرابع:
شخص من مدينتنا كان يعرف عنه أنه كان سلفيا، ثم أصبح يمشي بين الشباب ينشر مقالات غريبة ويدندن حول مسائل التكفير و الجهاد و خاصة في شيشان وما كل هذا، حتى إنه كفر أمامي حاكم شيشان بعينه، وبعد النصيحة المتكررة والصبر عليه أصر على تكفيره وأصر على ما هو عليه، فهجره السلفيون اتقاء شره، وهذا بعد سؤال أهل العلم، فعابهم بعض اﻹخوة بأنهم عندهم شدة في المعاملة معه لأنهم لا يسلمون عليه ومثل هذا لا ينبغي، مع أن الذين يعيبون عليهم يعلمون جيدا أن اﻹخوة استفتوا أهل العلم في هذه القضية؛ فما نصيحتكم لهم -حفظكم الله-، وما قولكم في هذا الشخص المجروح؟
* الجواب:
إن كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز الإنكار على من هجر المسئول عنه، وعلى الجميع أن يلتزم بنصائح أهل العلم، والمسئول عنه ليس على الجادة.
* السؤال الخامس:
أرجو توضيحا حول حكم التسمي بسلفي؛ لأن بعض دعاة الفتن يروجون أن هذا يفرق المسلمين، وقد يستدل البعض بقول الله -عز وجل-: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
* الجواب:
نص الآية في التسمي بالإسلام، والسنة هي الإسلام، فالتسمي إذن بالسني مشروع، والسلفية هي السنة، فالتسمي إذن بالسلفية مشروع، ولم يزل السلف أنفسهم يستعملون كلمة «السلف» ويعظمونها، واستعمل العلماء بعدهم كلمة «السلفي»، ونصوا على مشروعية الانتساب إلى السلف، ولم ينكر ذلك أحد منهم. |